(قواية) بمعنى القوة في المشاجرة. وأن كان ظاهر هذا اللفظ يدل على أنه تحريف كلمة (قوة) الفصيحة إلاَّ أن لفظ العوام لها بهذه الصورة يحملنا على أن نعتقد أنها من بقايا الارمية وهي عندهم (ق وي ا) ولا تخلو لغتنا العامية من أمثال هذا التلفظ الذي يظهر عليه المسحة الارمية. ومنها كلمة (المرش) وهي المرس في العربية الفصحى وقد وردت في معلقة امرئ القيس في قوله:
فيالك من ليل كأن نجومه ... بأمراس كتان إلى صم جندل
فيقول العراقيون (جر المرش) و (انقطع المرش) وفي الارمية (م ر ش ا) وهو الحبل الغليظ والرشاء.
(قوع) بتشديد الواو، مأخوذة من (ق وح) صاح وضج وعج وثغت الضأن. وفي العربية
قبع الرجل صاح والفيل صوت والخنزير نخر فيحتمل أن تكون منه.
(قوبت الشجرة أو كوبت)(بالكاف الفارسية) المنخور البالي. أذهب إلى أن هذا اللفظ مشتق من فعل (ق ي ب)(الباء مثلثة) بمعنى اعتل وعل أو من (القوب بضم ففتح) وهي قشور البيض كأن الشجر يبست كقشر البيض.
وجاء في العربية الفصحى (تقوب الشيء) انقطع عن اصله ومنه اشتقاق القوباء. ومن أمثالهم (تخلصت قائبة من قوب) أي بيضة من فرخ. واصله انحلاق الشعر عن الجلد.
(كلط)(بالكاف الفارسية) بمعنى رطن وألقى الكلام عن عواهنه ويسمي العراقيون هذا الكلام (تكليط). واذهب إلى أنه من فعل (ق ل ط) ومفاده بخل ورمى وكذلك فعل (ات ق ل ط) ومؤداه نافق ودنس. أما قلب القاف كافا فارسية عندنا فهذا أشهر من أن يذكر.
(قبت الدجاجة على البيض) وفي المجاز قبت الأم على ولدها أو قب الرجل على الأمر. في الأول بمعنى رخمت وقت الحضانة وفي الثاني سهرت وفي الثالث اهتم له. من فعل (اق ي ب) الباء مثلثة ومعناه سهر وتيقظ واهتم ورخم وحضن فترى أن الفعل الارمي يؤدي المعاني المختلفة التي يقصدها العراقيون من هذا اللفظ.