للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكلمة عربية لا يونانية. وهي مركبة من (ابو) أي ذو. و (فلس) أي قطعة من الدرهم خسيسة الثمن، وسبب تسميتها بذلك، لأنك ترى على ظهري جناحيها نكتة كأنها الفلس. ولا يشترط بأن يكون ذلك الفلس مدورا أو طويلا لأن أشكال الفلوس كانت تختلف باختلاف البلاد والأزمان.

قلت له: هذا يشبه قول السلف إن هذه الألفاظ وهي: أبو قلمون وأبو خراش وأبو حلسا (وهو الشنجار وقد ذكره الزبيدي في تاجه في مادة شنجر) عربية والحال أنها كلها دخيلة في لغتنا، واصل أبو حلسا: انوخلس فصحفها بعضهم كما صحفنا الآن انوفلس.

الزرطقة

في المقتطف (٣٧٧: ٥٩) مقالة حسنة في تقدم العلوم والفنون الزراعية لصاحبها الأمير مصطفى الشهابي ذكر فيها أن الزرطقة (تأتي بمعنى وصف الخيل وتربية الخيل وهي معربة عن الفارسية قديما) ونحن نتحدى الكاتب في إثبات هذا المعنى في مصنفات العرب كما نتحداه في ذكر اللفظة الفارسية المعربة عنها. أما الصحيح فهي رومية (لاتينية) الأصل راجع ما كتبناه في مجلتنا هذه ٤١١: ٤.

الفسيولوجية أو علم الخلقة

اختلف الكتاب في وضع لفظ مقابل للإفرنجية فسيولوجية فمنهم من قال (علم وظائف الأعضاء) وهي أطول من يوم الصوم، وتركها من المستحسنات؛ ومنهم من زادها طولا فقال: علم وظائف المخلوقات الحية وآخرون علم تركيب الحيوان وجماعة علم القوى النباتية والحيوانية وفريق علم الموجودات الحيوية وفي الآخر جاء من قال الفسلجة. وكل ذلك يدل على إن الكتّاب ذهبوا كل مذهب في تعريب الألفاظ، وعندنا إن الكلمة لو تعرب معنويا تغنينا عن كل هذه الأوضاع الغريبة ففسيولوجية مركبة من كلمتين من فوسي أي

طبيعة أو خلقة ولوغوس أي علم أو كلام ومحصلها علم الخلقة وأنت خبير بأن خلقة الأعضاء موضوعة على القيام بوظائفها فقولك علم الخلقة أوفى بالغرض من سائر تلك المصطلحات وعلماء الخلقة أو (الخلقيون) بكسر الأول هم الفسيولوجيون كما قال الأقدمون في علم النحو نحويين أو نحاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>