للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - اسمه ومعناه

فلب وزان سجل (أي بكسر الفاء واللام وفي الآخر باء مثلثة مشددة) أو فلبس (بكسر الأول والثاني وتشديد الباء المثلثة المضمومة وفي الآخر سين مهملة) كلمة يونانية منحوتة من فيلس أي محب وهبس أي الخيل فيكون معناها محب الخيل وكان العرب يومئذ يسمون أولادهم بأسماء مقتبسة من لغات الناس الذين يعيشون بين ظهرانيهم. فالذين كانوا ينزلون في بلاد يونانية اللسان كانوا يسمون أولادهم بأسماء يونانية كفيلبس واسكندر والياس وجرجيس ومرقس ولوقا والذين كانوا في بلاد ارمية اللسان كانوا يسمون أبناءهم بأسماء ارمية مثل ابرهة (أي إبراهيم) وسهدون (أي الشهيد الصغير) وعبدون (أي العبد الصغير) وزيد (أي حار الطبع) وفي البلاد الفارسية كانت أسماء أنجالهم فارسية الوضع مثل قابوس (واصلها كاوس ومنه اسم ملك لهم قديم اسمه كيكاوس أي الملك الكيس أو المنتصر) ودختنوس (اسم امرأة ومعناه بنت المبارك أو الميمون) وبوران (اسم امرأة أي حسنة الذكرى) وأزد (وهي مقطوعة من ازدشير المصحفة عن اردشير أي الملك الأكبر) وبهنم أو بهنام (واصلها بهمن أي الطويل الباع) إلى غيرها.

٣ - مولده ونسبه ونشوءه

ولد مرقس يليوس فيلبس العربي، والانبراطور الروماني النصراني، في بصرى في بلاد أدوم (وكانت يومئذ من ديار جزيرة العرب) في نحو سنة ٢٠٤م وكان والده رئيس قطاع طرق ولما كان على جانب عظيم من الذكاء وحسن الإدارة توصل بجده وسعيه إلى أن عين رئيس محكمة في عهد قيصر غرديانس الصبي ولما زحف إلى الفرس أثار الجند على مولاه غرديانس فقتلوه ونادى بنفسه قيصرا على الرومان ولبس الأرجوان في سنة ٢٤٤م فعقد عرى الصلح مع الفرس، وترك لهم العراق. وذهب إلى رومة ليعترف به الرومان أنه قيصرهم. فحقق أمنيته وأقام حفلات جليلة، إشادة بذكرى السنة الألف من بناء رومة (سنة ٢٤٧م).

وفلب هو الذي أعاد بناء عمان في حوران وأقام لها ذلك الذكر الحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>