للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمنهم إمام الفضل والعلم والتقى ... أبو طالب الحربي ذو المد والجزر

ومولى الورى عثمان ذو النور والهدى ... وسلطان أهل الكشف في ذلك العصر

مبتدأ حياته وخبرها

أخذ العشاري العلم والأدب ببغداد عن السيد صبغة الله الحيدري والشيخ عبد الله السويدي وابنه الشيخ عبد الرحمن. وتفقه بمذهب الشافعي. واولع بالنحو واللغة والشعر ونسخ بخطه الجميل شيئا لا يحصى من دواوين الشعر العربي الفحل وكتب الفقه. وقد تملكت في شعبان سنة ١٣٤٢هـ ١٩٢٣م مجموعة لطيفة بقلمه تشتمل على ثلاثة دواوين: ديوان حسان بن ثابت من كتاب محمد ابن حبيب مما قرئ على أبي علي الصفار فرغ منه في شوال سنة ١٢٧٤هـ وعليه تعليقات له. وديوان الأمير جمال الدين أبي منصور علي بن عبد الله بن المقرب فرغ منه في العشر الثالث من صفر سنة ١١٧٥هـ. وسقط الزند لأبي العلاء المعري وفرغ منه سلخ ربيع الأول سنة ١٠٧٥هـ. ورأيت في الخزانة النعمانية في مدرسة مرجان كتبا عدة بقلمه منها تحفة ابن حجر بجلد ضخم دقيق الحروف جليها يكاد يكون معجزا بحسن خطه وصحته وهو هدية الوزير داود باشا إلى الإمام السيد محمود الالوسي سبط المترجم. ورأيت أيضا الدر المختار ولكنه دون التحفة.

ويظهر إنه كان يستدر بقلمه شطر رزقه كما هي حال اغلب أهل العلم في العصر الخالي وقد وردت في ديوانه (ص٢٠٣) أرجوزة (أرسل بها إلى سليمان بك الشاوي وقد أشار عليه بنسخ شرح المواقف وذهب إلى الحج) تؤيد ذلك.

وفي الجملة إنه اشتغل اشتغال جد وإتقان وإخلاص واستفاد من نسخ الكتب المختلفة الفنون علما جما وأدبا غزيرا حتى صار من أعيان الفقهاء ونوابغ الأدباء، فراسله أهل الفضل وشهدوا له بعلو المكانة ونباهة الشأن وقد قال المرادي في سلك الدرر بحقه (هو الشيخ الإمام العالم الأديب الأريب الفطن النظام صاحب الكمالات الشائعة والنوادر الذائعة. . . له تضلع كلي في (كذا) سائر العلوم معقولها ومنقولها. . . كان مشهورا بحسن الإملاء والإنشاء والنظم البليغ). وقال شيخنا في المسك الاذفر (كان من اعلم أهل عصره في مصره بفقه الشافعية وكان يسمى الشافعي الصغير).

<<  <  ج: ص:  >  >>