فغدوت رونق حسنه وجماله ... وحياة هيكله وحمرة خده
فكأنما الفضلاء من أبنائه ... ورد وأنت عصارة من ورده
إلى أن يقول:
من كان مفتخرا بنسبة حمير ... ففخاره بالمصطفى وبمجده
تلك المفاخر لا مفاخر تبع ... هيهات من قاس الشريف بعبده
وقال يصف الربيع بالمدائن:
قف بالمنازل يمناها ويسراها ... وسرح الطرف أدناها وأقصاها
منازل نزلت غر السحاب بها ... ووابل الغيث وافاها فأحياها
وقد كساها الحيا من نسجه حللا ... والورد بالحسن وشاها وحلاها
تنوع الحسن في أرجائها فلذا ... قلوبنا وقلوب الناس تهواها
لم اترك الدار لولا حب ساكنها ... ولم أفارق حبيب القلب لولاها
فانظر لقيصومها قد مد ساعده ... وآنسها ماد حتى طاب رياها
والرند يعبق في الأقطار حين رنت ... كتائب الشيح فاستغنى برؤياها
والنرجس الغض يرنو نحو نرجسها ... شزر فيضرب أولاها بأخراها
والأرض تهتز من حيش الربيع فلا ... تعجب فربك بعد الموت أحياها
ونهر دجلة يجري في مجرته ... شعاره كان بسم الله مجراها
والجو يضحك إعجابا بقدرة من ... بناصع الحسن انشاها وسواها
وله:
أرى الآمال قد تتجت وطابت ... نتائجها وآمالي عقيمه
أرتبها باقيسة صحاح ... فتصبح وهي اقيسة سقيمه
وله في وصف الربيع من قصيدة في المدح:
نزل الربيع فمرحبا بغصونه ... وبعطر نرجسه وغض جفونه
وبورده الزاهي على أغصانه ... وبنوره الفتان في تلوينه
وبروضه الغض الأنيق ومائه ال ... عذب الرحيق وجريه وسكونه
وبجيشه المهتز أن سرت الصبا ... وبلطفه المخبوء في مكنونه