للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاملهم بالعفو وارحم شيوخهم ... وأطفالهم فالشيخ قد آب والطفل

وباء طاعون وما ثم ملجأ ... سواك وأنت الراحم الحكم العدل

ويا غارة الله أسرعي لخلاصهم ... من القهر فالرحمن من شأنه الفضل

ويا غارة الله اجعلي كل واحد ... بحصنك قد غار العدو وهم عزل

ويا غارة الله انصريهم وبددي ... جموع العدى عنهم فقمت العدى سهل

إلا فاستجب واسمع ندائي فأنني ... دعوتك والأجفان في سحها هطل

وقابل سؤالي بالإجابة سيدي ... فما خابت الشكوى لديك ولا السؤل

نثره

قال يصف زمانه وخلانه في بغداد:

(. . . مع أني في زمان تبا له وتب، ما أحقه بأن يدعى أبا لهب، قد أصلى أهله بنار ذات لهب قدم كل ركيك ضعيف. ورأس كل دني سخيف، وأذل كل سري شريف، فأهمل خروفه وسلك بها مسلك التحريف. وشدد مخففه وجنح به إلى التضعيف. ألقاه بين مصائب، كأنها كتائب. وأنزله في حفر، كأودية سقر، وإلى الله المشتكى من زمان إذا أمر بنائبة حرض، وإذا نظر إلى كريم اعرض، وإن جرح دفف، وإن قتل أسرف. ينظر إلي شزرا، وينفق علي نزرا. ويرهقني من أمري عسرا. في فتية مردة. كأنهم خنازير أو قردة. قلوبهم طاغية. وأيديهم باغية. وألسنتهم لاغية. وطباعهم ردية. وأصولهم باهلية. وأنفسهم دنية. وسجاياهم تارونية. وما (ما در) إلاَّ طليعة لأخلاقهم. ولا (أشعب) إلاَّ أنموذج لمذاقهم. في جماعة كبيرها صغير. ورئيسها حقير. ودنيها أمير، وشريفها أسير. ولولا عيال تثب عليهم الغيرة وثوب الشرر. وتنهمل الحمية دونهم انهمال المطر. وأطفال كأفراخ القطا تقصر عنهم الخطاء لزودت الشيخ والقيصوم. وتمتعت البصل والفوم. وفررت عنها فرار الغيور. عن مواطن الزور. ولتمثلت بقول القائل:

ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلاَّ الأذلان غير الحي والوتد

ولعملت بقول الآخر:

يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبال ... عذيب يوما ويوما بالخليصاء

<<  <  ج: ص:  >  >>