والابتر بتقديم الباء؛ الذي لا خير فيه وكل أمر انقطع من الخير فهو ابتر والابتر من الحيات الذي يقال له:(قصير الذنب لا يراه واحد إلاَّ فر منه ولا تبصره حامل إلاَّ أسقطت. وإنما سمي بذلك لقصر ذنبه كأنه بتر منه. والابتر الناقص البركة إلى آخر ما ذكروه.
فعلى هذا يجوز أن يكون البتري أو التبري مرادا به الرجل السوء الذي لا خير فيه أو الهالك. والياء المشددة للمبالغة لا للنسب فإنهم الحقوا آخر الاسم ياء كياء النسب لأمور منها: إنهم ألحقوها للفرق بين الواحد وجنسه فقالوا: زنج وزنجي، ترك وتركي، روم ورومي. على قول بمنزلة تمر وتمرة نخل ونخلة.
وللمبالغة فقالوا في أحمر وأشقر وأحمري وأشقري كما قالوا راوية ونسابة أي بتاء زائدة للمبالغة.
وزائدة زيادة لازمة نحو كرسي وبرني وهو ضرب من أجود التمر. ونحو بردي وهو نبت. وهذا كإدخال التاء في ما لا معنى فيه للتأنيث كغرفة وظلمة.
وزائدة زيادة أرضة كقوله:
اطربا وأنت قنسري ... والدهر يا إنسان دواري؟
أي دوار؟
فعلى هذا قولنا تبري أو بتري معناه كثير الشر أو الفساد أو نحو ذلك وأما ما ذكروه من كسر المثناة وتشديد الموحدة فهو مأخوذ من ضبط الأقلام والذي أكثره من تحريف النساخ والحقيقة ما ذكرنا.
على أن لي قولا لم يذكره اللغويون في الكتب التي بين أيدينا وهو: إن البتري الرجل الذي يقول بمقالة المغيرة بن سعد الابتر أمام فرقة من فرق الزيدية وهم فرقة من الشيعة لهم مقالة تخالف مقالة سائر الزيدية. ففي الصحاح: البترية فرقة من الزيدية نسبوا إلى المغيرة بن سعد ولقبه الابتر. وفي تعريفات السيد البترية وافقوا السليمانية إلاَّ أنهم توقفوا في عثمان (رض) ولهم ذكر في غير ذلك من كتب المقالات والنحل. هذا ما أمكنني ذكره ولازلتم موفقين.