للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاءت بصورة شنيعة وأنا أذكر لك شاهداً لكي لا أدفعك إلى السأم مما تطالع فقد جاء اسم الإله المصري (هثور) بصورة (هاطحور) (ص٣٢٥ و٣٢١ و٣٣٠) مع أن الكلمة مصرية وعربية معاً منحوتة من الهاء التي هي أداة التعريف في القديم، ومن (ثور) بالمعنى

المشهور فيكون معناها (الثور) لأن هذا المعبود كان يصور بصورة إنسان إلاَّ أن رأسه بقرة (راجع معنى هذا اللفظ في ص٣٣٠ من الجامعة نفسها) فأين هاطحور من هثور وكيف يمكن للباحث أن يحفظ معاني ألفاظ تلك الآلهة، مع أن أسماءها في الاشتقاق لا تختلف كثيراً عما يقابلها في مواد لغتنا العربية ثم أن بعض أراء تلك المحاضرات هي غير صحيحة.

فعسى أن تأتينا (الجامعة) بحلة أحسن من الحلة التي تزف بها الآن للقراء وليس ذلك بعسير على أساتذتها أصحاب الهمم البعيدة الشأو.

٢ - الشيخ جمعة وأقاصيص أخرى

تأليف محمود تيمور

الطبعة الثانية منقحة ومزينة بالرسوم طبعت في المطبعة السلفية بمصر سنة ١٩٢٧ في ١٧٠ص بقطع ١٢

أمران يصلحان ما أود من أخلاق العامة. إذا أتقن صنعهما: الأول مشاهدة تمثيل الروايات المصلحة، والثاني مطالعة احاسن الأقاصيص، وأطيب الأقاصيص التي وقفنا عليها هي في النظم (مها) التي نضد لآلئها أحمد زكي أبو شادي وفي النثر (الشيخ جمعة) التي وثق حبائكها محمود تيمور، فلقد أبدع في تصوير أخلاق العوام من المصريين بأدق تفصيل حتى أنه حبب الحسنات لمن يطالعها، كما أنه قبح السيئات في نظره وهو المنتظر من مثل هذه المؤلفات.

ومما زادها شأناً أنه وضع لكل أُقصوصة صورة أحيا لك فيها القصة حتى أنك أو لم تقرأ الأقصوصة لعرفت مآلها من النظر إلى الصورة، أو أن قرأتها قبل أن تنظر إلى الرسم لشعرت في نفسك بأنك لو أردت أن ترى صاحب الأحدوثة لما رأيته إلاَّ كما مثل لك في الرسم. فلله دره من كاتب فاتن يلعب بالقلوب والأفكار لعب المهرة من السحرة بأفئدة المفتونين.

على أننا كنا نود أن تطهر مثل هذه الأقاصيص من حيث اللغة والنحو حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>