للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وأهل قريتك بانقيا وسميا) ولعل الأصل كان: (وأهل قريتيك بانقيا وبسما) أي بتثنية قرية. وأن كان يجوز القول الأول أي أهل قريتك بانقيا وقريتك بسما. إلاَّ أن النسخة المطبوعة في ديار الإفرنج جاءت على الصورة التي ذكرناها ولم تصلح النسخة المطبوعة في مصر شيئاً بل زادت طين الأولى بلة بأن جاءت بتصحيفات جديدة قبيحة مشوهة في مواطن جديدة غير مذكورة في نسخة الإفرنج.

أما تاريخ الطبري المطبوع في أوربة فقد ذكر ناشره في حاشية ص ٢٠٤٩ من القسم الأول اختلاف روايات الاسم على هذه الصورة: بسما (بفتح وضم) وبسما (بفتح وسكون) وبسما (بفتح تشديد السين الخالية من الحركة) وبسما (مثلها بفتح المشدد) وبسما (بفتح الباء وتشديد الميم المفتوحة) وبرسوما (والحرف السابق للراء سن حرف غير منقوط ويحتمل أن يقرأ باء أو نوناً أو ياء أو تاء مثناه أو ثاء مثلثة) وباروسما (وهذه مدينة أخرى لا رابط يربطها ببسما) وسميا (بضم السين وفتح الميم وتشديد الياء المثناة المفتوحة) وسميا (بفتح

وتشديد مفتوح) وسميا (بضم وفتح المشدد). اه

قلنا: ولو كان يمكن أن يقرأ رسم تلك الحروف قراءة أخرى لما مضى بها علينا النساخ المساخ.

وذكر لها من التصحيفات الأخرى في ص ٢٠١٤ من القسم الثلث مما يأتي: بسمى وبسمى (بدون تنقيط) وسمى (بدون تنقيط أيضاً) فجملة هذه التصحيفات ثلاثة عشر، فإذا أضفنا إليها تصحيفات العوام في هذا العهد وعددها ثلاثة صارت ستة عشر ولا نظن أننا بلغنا الحد ولعل هناك غيرها لم نظفر بها، بل يعثر عليها غيرنا.

ومن الغريب في هذا الباب أن العلامة الكبير م. ج. دي خويه. من أعظم علماء البلدان بما يتعلق بالشرق، ولا نظن أن في بلادنا من جاراه أو يجاريه في هذا البحث. ومع ذلك تراه قد وهم وهو أيضاً في هذه القرية أو المدينة أو ما شئت أن تسميها، وذلك أنه فرز في فهرس الأعلام بسما عن بسمى فذكر للأولى أي (بسما) مواقع وجودها من تاريخ الطبري. وذكر الثانية بقوله: (بسمى بالبطيحة) وبين محل وجودها وورودها في التاريخ المذكور، مع أن الحقيقة هي أن الاسمين هما لمسمى واحد لا غير ولو أمعن في نظره لوجد أن ما ظنه قريتين إحداهما قريبة من بانقيا نفسها. ولم يهف علامتنا هذه الهفوة إلاَّ لأنه لم يعرف حدود البطائح أما الآن وقد اطلع القراء على ما ذكره صديقنا الدراك. فلا يغلط الواحد فيها.

٤ - أدب أو بسمى في التاريخ القديم

ليس في كتب السلف ما يدلنا على حالة بسما أو بسمى في التاريخ القديم إلاَّ أن الأميركيين الذين نقبوا في تلك الأطلال وقعوا على أنباء تاريخية ممتعة جداً وهنا نترك الكلام لصديقنا البحاثة يوسف رزق الله غنيمة ليذكر لنا ما عثروا عليه في هذا الموضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>