للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفحات منه إلى حضرة أحمد تيمور باشا وطلبت منه أن يقابلها على نسخة حماسة الخالديين الموجودة لديه، فأجابني أنه قابلها بتلك الحماسة من أولها إلى آخرها فلم يجد بينهما شبها ما، وأنه يرى أن هذا الكتاب نفيس جدا. فرأيت أن أنقل لكم بعض صفحات الكتاب أيضا واستطلع رأيكم في ذلك لأني عازم على طبعه:

أول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

وتذعر البزل منه حين تبصره ... حتى يقطع في أعناقها الجرر

ومثله لبعض الرجاز:

تقطع الجرة في أعناقها ... من حذر المدية وائتلافها

فهي تسلي الخوف من طراقها ... تسلي الحرة من عشاقها

ابن الدمينة:

ألا لو كن يقبلن حبذا ... من الدهر أيام الشباب الصوالح

وحسن عيون كن يقتلننا بها ... ونحن على جد وهن موازح

وله أيضا:

هل تذكرين إذ الركاب مناخه ... برحالها لرواح أهل الموسم

إذ نحن نسترق الحديث وفوقنا ... مثل الظلام من الغبار الأقتم

ونظل نظهر بالحواجب بيننا ... ما في النفوس ونحن لم نتكلم

أما معنى هذا البيت الأخير فما نظن أحدا من قال الشعر قديما إلا ذكر منه شيئا. ولقد رأينا كتابا لبعض مصنفي الكتب قد جمع فيه بعض ما قيل فهو معنى واحد ومن أحسن ما نعرف فيه ما أنشدنا بعض الكتاب لنفسه:

ومنتظر رجع السلام بطرفة ... إذا ما انثنى يحكي لك الغصن اللدنا

إذا جعل اللحظ الخفي لسانه ... جعلت له عيني لتفهم أذنا

فلسنا على حمل الرسائل بيننا ... نريد سوانا مفهما حيثما كنا

كفتنا بلاغات العيون حديثنا ... فقمن بحاجات النفوس لنا عنا

<<  <  ج: ص:  >  >>