وإذا راجعنا ابن الأثير (١٤٧: ١٢) وجدنا هذه الواقعة في سنة ٦١٦هـ (١٢١٩م) فالنقص عشر سنوات على اقل تقدير، أكل الدهر على تفاصيل أخبارها هنيئاً وشرب مريئاً وجعل الكتاب كذيل لابن الأثير وبنوع خاص لحوادث العراق التي لا يخرج عنها مخطوطنا إلا نادراً وهو يأتي في آخر كل سنة بوفياتها مع ترجمة وجيزة.
ومما رأيناه أن صفا ذكر المستنصرية في مقالته الأولى وقد بأن لي من المقابلة بين وصفه إياها وبين المخطوط الذي بيدنا نسخته أن ما جاء به الواصف هو نقل من هذا الكتاب لكنه
طوى فقرات وجملاً في تضاعيف الكلام كانت زائدة في غرضه المقصود وتصرف في الكتابة لربط الكلام تصرفاً قليلاً لا يذكر.
ويظهر لي من مجلة اليقين البغدادية (١ (١٣٤٤هـ): ٤٨٨) أن المرحوم الشيخ الأستاذ شكري الآلوسي قد نقل عن المستنصرية ما جاء به صفاً. وما يذهب بي إلى هذا القول اتفاق كلاميهما بالحرف الواحد وسكوت الآلوسي عن مأخذه لأن صفا لم يصرح به فتابعه وتابع أيضاً حاشيته التي قالت أن شارح نهج البلاغة هو العدل أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد وسها أن يخطئ صفا بقوله أن الشارح هو عز الدين عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد جل من لا يسهو:
لما كانت سنو الكتاب الذي هو موضوع بحثنا تمتد إلى سنة ٧٠٠هـ فليس هو إذن بكتاب مرآة الزمان للسبط ابن الجوزي على ما أظنه الأب شيخو وحسبي وفاة السبط في سنة ٦٥٦هـ. وما قاله صفا عن سنة ابتدائه وانتهائه هو من باب التقريب فقط وحقيقته كما أشرت إليه.
مر ربع قرن على الاقتباس الأول من هذا الكتاب وكبار الكتبة يقتطفون منه النبذ النادرة خلال هذه السنين وهم يجهلون اسمه ومؤلفه. وكنت من عداد