سطع في ديارنا بعد قرون عديدة. وقد كان مقتطفة فلكل نقل به خزائن أفكار الغربيين إلى ربوع أبناء يعرب ولهذا تبقى مجلته شرعة يرددها كل كاتب عربي في أي فن أو علم أو صناعة أراد أن ينشئ. وكانت أخلاقه من أطيب ما يكون فبوفاته خسر الشرق أقوى عماد كان له. ولد في الحدث (لبنان) في ١٨ تموز ١٨٥٢ وتوفي في القاهرة في ٩ تموز من سنتنا هذه فيكون عمره ٧٥ سنة وتكاد تكون كاملة.
١٥ - محاولة اغتيال في جزيرة العرب
كتب في العراق أن دبرت في الرياض مؤامرة
وذلك أن الأمير خالد ابن الأمير محمد السعود، شقيق ملك نجد والحجاز عقد خفية عصابة من اتباعه وعبيده لاغتيال أمير الرياض (سعود بن عبد العزيز السعود نجل ملك نجد والحجاز الكبير وولي عهده الشرعي)، ولإعلان عصيانه على صاحب الديار. ولما كان يدري أن الأمر لا يتيسر له - وأن تم له اغتيال الأمير سعود - ما لم يقتل في الوقت نفسه أمير الاحساء، عبد الله ابن جلوى، عمد إلى طائفة من عصابته إلى الاحساء لقتل أميرها المذكور. فضرب لها موعداً - وهو اليوم الذي قرر فيه قتل الأمير سعود ولي العهد.
ولما عقد النية وجاءت الساعة المحتومة أنقلب عليه الدهر وذهبت مساعيه أدراج الرياح أن في الإحساء وأن في الرياض لأنه لما كان يتسلق ليلا جدار دار الأمير هو وأعوانه على سلالم اتخذها لهذه الغاية شعر بهم الحرس فاصلوهم نارا حامية أكرهتهم على الفرار ولا فرار جرادة العيار بعد أن قتل من المهاجمين ثلاثة هذا في الرياض.
وأما في الإحساء فقد تمكن أميرها عبد الله بن جلوى من معرفة أبناء العصابة وما نووا فاعتقلهم
وقد قبض في الرياض على رئيس العصابة وهو الأمير (خالد السعود) فاعتقل، وعلى (نائف أبو الكلاب) أحد رو ساء العجمان المعتقلين في الرياض حينما كان يحاول الهرب. وقد تبين أنه أحد المتآمرين، فأمر الأمير بقتله فقتل رميا بالرصاص.
أما الأمير خالد رئيس العصابة فهو شاب عمره ٢٤ سنة وهو نجل الأمير محمد بن عبد الرحمن شقيق جلالة ملك نجد وزوجته كريمة جلالة الملك