أيضاً عباراته فإنها غير محكمة الوضع فقوله: له اليد الطولى بعلوم اليونان والهند والعجم لا ينطق به ابن العبري، ولا العربي الفصيح بل يقول: له اليد الطولى (في) علوم (اليونانيين) و (الهنود) و (الفرس). . وأما دسه:(لم يكن في العرب) فالذي في الأصل: (لم يكن في الإسلام).
ثم لا نفهم كيف يكون أبو يعقوب أميرا على الكوفة لو كان نصرانيا. وأهل الكوفة منذ صدر الإسلام كانوا متمسكين بدينهم الحنيف فكيف يقبلون عليهم أميرا نصرانيا؟
هذا من جهة نقد الترجمة التي أتحفنا بها حضرة الأب المحترم. وأما تصريح ابن العبري بإسلامية الكندي فصريح من قوله: لم يكن في الإسلام من اشتهر. . . فحذفها حضرة الأب وأبدلها بقوله:(لم يكن في العرب) وبين الكلامين فرق لا يخفى على المطالع.
ويظهر من نص بعض الكتبة أن جماعة من بني كندة أسلمت منذ فجر الإسلام. فقد ذكر ابن القفطي (في ص٣٦٧ من طبعة الإفرنج) ما هذا حرفه: كان أبو إسحق بن الصباح أميرا على الكوفة للمهدي والرشيد وكان جده الأشعث ابن قيس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قبل ذلك ملكا على جميع كندة. . اهـ.
وكان الكندي فيلسوفا معتزليا على ما صرحت به معلمة الإسلام في مادة الكندي (١٠٧٨: ٢ من الترجمة) وكذلك صرح به الأستاذ العبقري محمد لطفي جمعة في كتابه (تاريخ فلاسفة الإسلام في المشرق والمغرب) في ص١٠ ولم نجد أحدا صرح بنصرانيته سوى حضرة الأب لويس شيخو اليسوعي الجزيل الحرمة.
محل وجود هنرنانة
بغداد: ي. ن. س. هل تعرفون محل وجود نسخة من كتاب هنرنانة (أي كتاب الشرف) الذي ذكره صاحب كشف الظنون الذي قال عنه: (هنرنانة (وفي النسخة المطبوعة هزنامة وهو خطأ) علي باشا: تركي لنيازي ألفه في غزواته من بغداد وكان واليا بها إلى سجاد مشعشع في سنة ٩٩٢