للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تلفظ وموقعها من أحسن المواقع في زمن الحرب ومشهورة بتجارتها المهمة وبأنها مدينة مقدسة وملجأ لمن يريد الهرب من بين يدي أرباب العدل والحكم ولهذا كانت تعتبر مقدسة.

وكان لها هيكل شهير يجذب إليه الناس من كل حدب وصوب. وقد جاء ذكرها في تواريخ تحوتمس الثالث (في المائة ١٦ ق م).

وخرجت من أيدي المصريين في عهد ملوك الدولة العشرين. وفل (تكلت إبل أسر) الصوخيين قريبا من أسوارها (في نحو سنة ١١٠٠؟) إلا أن أحد خلفائه وهو (أشور نب أمر) (في سنة ١٠٦٠) قهر في ذلك الموضع عينه إذ سحقه الحتيون المتحالفون فاستقل ذلك الصقع. ثم بعد ذلك بزمن طويل اعترف ملوك كركميش بسيادة أشور ابل أسر الثاني (في المائة ٩ ق م) وبسيادة سلمن أسر الثالث و (تكلت ابل أسر الثاني) في نحو سنة ٧٤٠ ق م) وفي عهد سرجون حاولت المدينة أن تتخلص من أيدي الآشوريين إلا أنها أخذلت وخلع ملكها (فسيرس) (٧١٧ ق م) وكان تسلط السرجونيين على تلك الحاضرة من أشأم الطوالع عليها؛ لأنها فقدت شيئا كثيرا من خطورتها التجارية والسياسية. ثم عاد المصريون إليها في عهد نخو الثاني فرعونهم إلا أن نبو (كدر أسر) أمعن في ضربهم (سنة ٦٠٦)

فوقعت الحاضرة في أيدي أبناء بابل وبعد هذه الواقعة الشهيرة التي خسر فيها المصريون نفوذهم في آسية لم يظهر اسم كركميش في التاريخ بل تبعت حظ سائر مدن آسية الصغرى وفي الآخر حكم عليها الفرس.

وقد ذكر ج. ماسبرو بين أسمائها: جرامس (في خريطته) وجرجميش وكرخميس ومابوج (أو مابوق) وبنبوك وهيرابلس ومنبج (وهذه كلها في كتابه التاريخ القديم في أمم الشرق) واختلاف هذه الأسماء ناشئ من جهل أبناء القرون الوسطى موقع تلك الحاضرة؛ أما اليوم فلا تعرف إلا باسم جرابلس.

وعلى بعد ١٨ كيلو مترا جنوبا منها: تل اسمه (التل الأحمر) وقد وجد فيه هذه السنة العلامة الأثري الفرنسي ثورو دانجين - تمثالا من الحجر الأسود المانع هو صورة سلمان أسر (الذي يسميه سلفنا سلمان الأعشر وبعضهم سماه سلمان الأعسر) أحد ملوك أشور وقد جلس عند قدميه رجل على رأسه خوذة وقد نقش على التمثال رسوم آلهة ممتطين حيوانات غريبة الشكل وعلى كل جانب من جوانب التمثال رسوم أكابر رجال المملكة.

ووجد حفارون آخرون قبل نحو عشرين سنة عاديات كثيرة في كركميش نفسها مما يدل على حضارتها العريقة في القدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>