وفي تاريخ ٤ آب كتبت (الأوقات العراقية) ما هذا حرفه:
(لا مشاحة في أن النشاط والهمة التي بذلتها وتبذلها (كذا) مصلحة الصحة في البصرة في مكافحة هذا الوباء الفتاك. وإقبال الأهالي على التطعيم بصورة لم يسبق لها مثيل، حتى بلغ عدد الذين تطعموا لغاية أمس ما يربو على الثلاثين ألف نسمة قد خفف من وطأته كثيرا.
ومما يستوجب العناية والاهتمام هو أن معظم الإصابات والوفيات التي حدثت كانت بين طبقة الفقراء والمساكين؛ كما أخبرنا به أحد أصدقائنا الأطباء، ولم يصب أحد ما من أرباب الثراء والطبقة الوسطى. وهذا ما يحملنا على الإلحاف في مطالبة دائرة البلدية للإسراع في حل مسألة الماء وإباحته لهؤلاء الفقراء وإنقاذهم من ماء نهر العشار الملوثة (كذا) بأنواع الجراثيم القاتلة. وإلا فما فائدة من هذه التدابير الصحية التي تتخذها مصلحة الصحة، والسواد الأعظم من سكان المدينة يعاني الأمرين من هذا الماء وإذا كان ليس في وسع البلدية في الوقت الحاضر أن تعيد فتح الحنفيات في الساحة العمومية فعلى الأقل أن تسمح لهم باستقاء من البيوت المجهزة بالحنفيات مدة وجود الكوليرة (الهيضة) في المدينة. اه).
وبعد هذا التاريخ سارت هذه الوافدة سيرا بطيئا حتى كادت تكون أثرا بعد عين في أواخر آب.