للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناصب فلقوه نحو فرسخ ولقيه فخر الدين ابن القمي بظاهر السور واعتنقا راكبين ثم نزلا. فقال فخر الدين:

لما انتهى إلى مقار (كذا ولعلها مقام. ل. ع) العز والجلال ومعدن الرحمة والكرم والأفضال - لا زالت الأبواب الشريفة ملجأ القاصدين والأعتاب المنيفة منهلاً للواردين! وصولك يا

مظفر الدين! أعلى الله المراسم الشريفة واسماها وأنفذ أوامرها مشارق الأرض ومغاربها وأمضاها! قصدك وتلقيك وأحماد مساعيك إكراماً لك واحتراماً لجانبك. فليقابل ما شملك من الأنغام بتقبيل الرغام، والدعاء الصالح الوافر الأقسام، المفترض على كافة الاقسام، المفترض على كافة الأنام والله ولي أمير المؤمنين.

فقبل الأرض حينئذ مراراً ثم دخلوا جميعاً إلى البلد، فلما وصل إلى باب النوبي ساق (كذا ولعلها سبق) فخر الدين وسبقها مظفر الدين وقبل العتبة وعضده الأجل نور الدين أبو الفضل بن الناقد أحد حجاب المناطق بالديوان ثم ركب وقصد دار الوزارة فلقي مؤيد الدين القمي وجلس هناك وركب نائب الوزارة وولده وجميع أرباب الدولة والأمراء وتوجهوا نحو دار الخلافة.

فأما مؤيد الدين وولده وخواصه فدخلوا من (الباب القائمي) باب المشرعة وأما الولاة والأمراء فدخلوا من (باب عليان) و (باب المحرم) وانتهى الجميع إلى تحت (التاج) على شاطئ دجلة. ووقفوا على (الدار الشاطية) (كذا) ذات الشبابيك ثم استدعي مظفر الدين من دار الوزارة بالأمير عز الدين البقرا الظاهري وبأحد خدم الخليفة فحضر فرفعت الستارة فقبل الجميع الأرض وكان قد نصب تحت الشباك الأوسط كرسي ذو درج فرقي عليه نائب الوزارة وأستاذ الدار وابن الناقد ومظفر الدين. وسلم مظفر الدين مشيراً بيده إلى الشباك تالياً

<<  <  ج: ص:  >  >>