للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأين هذا المجاز الصحيح من هذا المجاز المكسر، المهشم، المحطم، السافل؟

ولك غير هذا التعبير كقولك: غمزت قناته، واختبرت كنهه، واحتسبت ما عنده، وسبرت ما عنده، إلى غيرها وهي كثيرة في لغتنا، فلا حاجة لنا إلى إدخال مصطلحات العجائز والأرمن المتعربين الذين يرون في ماردين وديار بكر ونواحيهما فتأمل.

القنطرة أو آلتون كبري

-

أصل ألتون كبري (أي جسر الذهب): (ألتونص كبري) أي جسر نهر الذهب وهو أسم الشعبة العليا من الزاب الأصغر ثم قالوا اختصارا (آلتون كبري) ونحن العراقيون نسميها

(القنطرة) من باب التعريب، لأن هناك جسرين من حجر قائمين على طيقان وهما يصلان المدينة بالبر فنشأ من ذلك أسمها باللغتين التركية والضادية، أما بالكردية فاسمها (برد) بباء مثلثة فارسية.

ويروى أن باني القنطرتين السلطان مراد الرابع العثماني ولما رجع الأتراك القهقري في الحرب العظمى الأخيرة أطلقوا عليهما القنابل فهدموا منهما شيئاً غير قليل إلا أن حكومتنا العراقية رممت ما تهدم.

والقنطرة ميناء الأكراد، لأن القسم الأعلى من (آلتون صو) ينفسح عند دنوه من (كوي سنجق) في محل يسمى (طقطق) فيكون مكلأ للأطواف (للأكلاك) التي تنقل من لواءي اربل إلى القنطرة التتن (الدخان) والصوف والعفص والكثيراء والجلود وغيرها من مواد الاستصناع. ومن مكلأ القنطرة تنحدر البضائع إلى بغداد.

وأهلها يتكلمون الرتكمانية والكردية والعربية وهذا يدلك على أن أهلها خليط من هذه الأقوام الثلاثة ولعل التركمان كانوا في سابق العهد أكثر سكانها من غيرهم، أما الآن فإن الاكراد الأكثرية ويأتي بعدهم الأتراك فالعرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>