للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسمية الكل باسم الجزء. فانهم سموا في الاول بحر الجزائر اليونانية بالبحر الأبيض وهو المعروف ببحر (ايجي) وسبب هذه التسمية أن هناك جزرا عديدة كلسية المادة جرداء تبدو بيضاء للعين بعد ظهور الشمس؛ ثم توسعوا بعد ذلك في التسمية فأطلقوها على البحر كله.

أما ما ذكره الأب بلو اليسوعي في معجمه الفرنسي العربي من أسمائه عند العرب هو البحر الأبيض فخطأ صريح ومثله وهم يوسف حبيش والنجاري وغيرهم من أصحاب المعاجم الإفرنجية العربية أو العربية الإفرنجية.

أغلاط المعاجم في جمع مسناة

المسناة شائعة عندنا ومعروفة عند الكبار والصغار بمعنى كما أن جمعها مشهور عند الجميع وهو مسنيات؛ لكن إذا بحثت عم هذا الجمع في محيط المحيط ذكره لك بصورة مسنوات (كذا) ثم زاد على هذا الوهم قوله: (وهو شاذ والقياس مسنيات) فرسخ في أذهان الكتاب انه مسنوات. وقد وصل هذا الوهم إلى البستاني من فريتغ. ثم سرى من محيط المحيط إلى جميع المعاجم اللغوية الحديثة. وفي مقدمتهم اقرب الموارد فانه ذكر في مادة س ن وما هذا حرفه: المسناة العرم، وهو ما يبنى في وجه السيل والجمع مسنوات. وهو شاذ والقياس: مسنيات. وفي الأساس: (عقدوا مسناة ومسنيات لحبس الماء) اه.

فهل رأيت بعد هذا الجهل جهلا ادهى؟ فقد نقل عن صاحب الأساس أن جمع مسناة مسنيات ومع ذلك يقول: جمعه مسنوات وهو شاذ. والحال انك لو بحثت عن هذا الجمع في جميع الكتب العربية فانك لا ترى له أثرا. فأصحاب القاموس والتاج ولسان العرب لم يذكروه لأنه مقيس؛ اما الذي ذكره فهو الزمخشري في كتابيه الأساس ومقدمة الأدب.

وجاء بعد الشرتوني الأب بلو اليسوعي في معجمه العربي الفرنسي والأب حواء اليسوعي في معجمه العربي الإنكليزي والأب لويس معلوف اليسوعي في منجده وجرجي شاهين عطية في معتمده، وياله من معتمد! - ولو تتبعنا جميع من وقع في هذه الهاوية البعيدة القعر برأينا غيرهم.

وبهذا القدر مجزأة لمن يريد أن يحقق جهل لغويينا المتأخرين وخلوهم من معرفة أوائل قواعد الصرف والنحو!

<<  <  ج: ص:  >  >>