ومن الأمور البديهية أن المؤلف في علم إذا لم يكن ضليعا فيه خبط في النقل لا محالة فمن ذلك قوله في ص ١٤٩:(إن لم لنفي الماضي مطلقا ولما لنفية ممتدا إلى ما بعد زمن التكلم ولن لنفي الاستقبال) نعم ولكن ما باله أضاف إلى هذه العبارة قوله (ويختص بالموقع) فلينظر الأدباء والنحاة وأهل البصر بالعربية هل عثروا على نص في أن (لن) تختص بالمتوقع!؟ أم أن ذلك من خصائص لما!!!
فهذا نموذج من خبطة في قواعد اللغة وأما خبطه في علم البلاغة فكقوله في ص ١٢٥:(إن الجاز إذا أطلق لا ينصرف إلى اللغوي) مع أن المعروف أن المجاز إذا أطلق ينصرف إلى اللغوي فتدبر واحكم. . .؟!
٣ - الطامة الكبرى؟!
من المصائب العظمى تحرش المؤلف بأمور خطيرة حشوها (الديناميت) الناسف كقوله في ص ١٣٣ (ومن الأصوات المكروهة المثنيات المتتابعة ومثلها جموع المذكر السالمة) وفاته أن القرآن المجيد مزدان بما كرهه سمعه! كقوله تعال في سورة التوبة (التائبون العابدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين).
فيا سماء اسقطي كسفا! أن تلك البدائع التي تفككت عنها أزرار الحقيقة الأزلية. وكان الروح الأمين يصدح بها عند طية معارج ذات الحبك، والتي كان افصح من نطق بالضاد يترنم بها في حضن جبرائيل. ويتلوها على صناديد قريش فتخفض أجنحتها مهابة وإجلالا، يمجها صماخ عز الدين ويعافها ذوقه! على ما يظهر من كلامه!
ومما أكد المصيبة تصدي متعمم لتأييد الكتاب بشهادته الزائفة مرتكبا اليمين الغموس تعصبا للمؤلف حيث قال:(والله لو وجدت فيه ما لا يصح السكوت عنه لما حالت الصداقة (!) دون نقده). فتدبر!؟