للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسأل عنها فقيل امرأة حامل جاءت بماء من دجلة وقد أجهدها حمله، فاستعظم ذلك فكتب إلى هشام بن عبد الملك يخبره بذلك وببعد الماء على أهل المدينة فكتب إليه يأمره أن يحفر نهرا في وسط المدينة فابتدأ في حفر النهر وفي هذه السنة ولي هشام بن عبد الملك عبيد الله بن الحيحاب مولى بني سلول وهو جد الحباحبة الذين بالموصل أو جد بعضهم بمصر وعزل عنها يزيد بن أبي يزيد وقام فيها الحج للناس إبراهيم بن إسماعيل المخزومي.

وتتبع المؤلف أعمال حفر النهر سنة فسنة فقال:

في سنة ١٠٨: وأمير الموصل الحر بن يوسف وقد جمع الصناع وأهل الهندسة لحفر النهر واتخاذ الآلات وجد في حفره.

وفي سنة ١٠٩: وأمير الموصل الحر بن يوسف وهو مجد في حفر النهر ينفق عليه الأموال ولا يحصل إلى هشام شيئا وكان للحر بن يوسف ابن يقال له سلمة وكان فصيحا شاعرا فارق أباه وخرج إلى البدو.

وفي سنة ١١٠: وهو مجد في عمل النهر لا يستكثر شيئا اطلعه فيه. وفي سنة ١١١: وهو يجبي المال وينفق على النهر وزعموا أنه كان يعمل في خمسة آلاف رجل.

وفي سنة ١١٢: وفيها الخزر أرض الموصل حتى قربوا منها وأمير الموصل الحر منكمش في عمل النهر.

ودخلت ثلث عشرة ومائة وكان مال الموصل إذ ذاك كثيرا وكانت أعمالها واسعة وكان منها الكرخ ودقوقا وخانيجار وشعر زور والطيرهان وبانقيا وتكريت والسن وباجرمي وقردى وسنجار إلى حدود أذربيجان. وذكروا أن هشام بن عبد الملك استبطأ الحر في أمر النهر واستشرف النفقة على النهر وانقطاع الحمل وفي آخر هذه السنة توفي الحر بن يوسف بالموصل و (دفن في) مقابرهم المعروفة بمقابر قريش وكانت بازاء دورهم المنقوشة وهي بين سوق الدواب وسدة المغازلي وهي مشهورة هناك. . .

ودخلت سنة أربع عشرة ومائة

<<  <  ج: ص:  >  >>