للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه الفتاة المسكينة أصيبت بتبعة أعمال أبيها الصراف الظالم الذي يقرض الفضة للأيامى بربا فاحش ويسلبهن أملاكهن وعقاراتهن بثمن بخس فيلوع قلوبهن. ويجور على العبيد فيشغلهم في حقوله وعمران دوره من شروق الشمس حتى غيابها. فالآلهة سمعت نحيب منكسري القلوب واتت اليوم تنتقم من الصراف العاتي بمرض ابنته الوحيدة مرضا لا يرجى شفاؤه ولا ينظر برؤه.

ارتعد منها شلمان كرادو من هذا التبكيت وتذكر دعاء إحدى الأيامى اللواتي ابتاع منها قسرا عقارا ثمينا بسعر بخس فاخذ طريق هيكل اشتر ليقرأ فيه نشيد الندامة كفارة عن خطاياه لان النفس إذا أثقلت بالهموم تصغر وتلجأ إلى قوة عظيمة مادية أو معنوية تستغيث بها وتستبد إليها في ضعفها فتجد فيها نورا تنبثق أشعته فتضيء دياجير النفس الكئيبة.

وقف بين يدي كاهن واتخذه وسيطا بينه وبين الآلهة وقال هذه الترنيمة:

شلمان كرادو: الخاطئ

ارمقي بنظرك وهن الخلائق الحية - فها أني عبدك اصرخ إليك ممتلئا تنهدات - اقبلي من اخطأ والتجأ إليك - أن نظرت إلى إنسان حيي ذلك الإنسان - يا سيدة الجنس البشري الكلية القدرة أنت شفيقة بمن يقصد الرجوع إليك. اقبلي طلبتي.

الكاهن:

لان آله والآهتة قد حنقا عليه فانه يصرخ إليك - حولي وجهك إليه وخذي بيده.

شلمان كرادو (الخاطئ)

ليس من الآهة مرشدة غيرك - انظري ألي رفقا، اقبلي تضرعي - تكلمي. فها أن الغفران قد منح ليهدئ فؤادك فإلى متى؟ آها يا سيدتي، حولي وجهك ألي - أني كالحمامة أنوح وقد شبعت تنهدات.

الكاهن:

بالحزن والألم امتلأت روحه تنهدات - يسكب دموعا ويتنهد راثيا

يوسف غنيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>