للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الأعلام التي لم تشتهر عد السلف، أو لم يجر فيها على صورة واحدة فتصرف فيها كل مؤلف أو كل أخباري على ما هواه خاطره فالتقرب من الرواية الإفرنجية احسن واضبط والأسماء التي رواها المؤلف قريبة من اللغة الفرنسية بعيدة عن أصحاب الأعلام أنفسهم وعن مزية لغتنا العربية. فكان يجب إذن أن تروى على ما يرونها هم بلسانهم

الخاص بكل قوم من أقوامهم لا كما فعل حضرته.

وعليه لا نوافقه أبدا في اغلب ما أورده من الأسماء فأنها غير صحيحة في نظرنا ومخالفة لأوضاعهم وأوضاعنا معا. وموافقة للتركية فقط. .

ثم أن حضرته خالف نقل الألفاظ العربية صريحة لما نقله السلف واتبع في ذلك منقولات ومصطلحات الترك. فقد قال مثلا في الاركون: أرخونت (٢٣٧: ١). وفي الخنفساء: اسقارابة (ص ٤٢)، والمدرج (بتقدير المسرح) انفي تياتر (ص ٥٢٥) والمسكوني: اكومونيك (ص ٤٥٣) والعراعر: أوباترينس والمشبى (بضم الميم وفتح الباء) اوغوست (٤٤٦) ولو قال اوغسطس لكان أهون، والشبر: اوقاريست (٤٤٦) ولو قال اوخارستية لكان ايسر، والمتفائل: اوكور (٣٣٤) والبطريق: (٣١٣) والكاهن: بره تر (٤٣٥) ثم قال:. . . ولم يستعملها اليونان القدماء بغير هذا المعنى، ولما أخذها الافرنسيون حرفوها لفظا ومعنى حتى صار معناها اليوم راهب (كذا). أهـ. قلنا: الأقدمون منا استعملوا الكاهن. وأما قوله أنها اليوم يعنون بها الراهب فغير صحيح إذ الراهب هو بالفرنسية أو وأما الكاهن فهو

ولا نريد أن نستقصي جميع الألفاظ التي نقلها عن الفرنسية بحروف عربية لأنها كثيرة. ولهذا أصبح كتابه متعبا على من يطالعه لما يتدفق فيه من هذه المفردات الغريبة الكتابة والمعنى والمبنى؛ فلا نتعرض لها.

على أن العيب الكبير في هذا السفر وهو العيب الذي لا يغتفر أن المؤلف أو المعرب أو الناقل روى أخباره كلها عن كاتب معاد للكاثوليك وقد سدك بهم كل شنيعة بلا أدنى تحقيق، فكان يجب على من يكتب مثل هذه التآليف أن يطالع ما يفتريه قوم على قوم، فم ينصف في حكمه. وإلا فإذا كانت الأخبار هي انتقام وتشف لعدو من حزبه الخصم، فالكتاب لا يساوي دانقا. وهذا ما نجده في جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>