للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن الكتاب يبقى نفيسا في نظر العلماء لأنه يطلعنا على رأي ابن المقفع وعلى المذاهب الشائعة في عصره.

وكان المرحوم الأب لويس شيخو اليسوعي قد ذهب إلى نصرانية ابن المقفع وهذا كلامه: (وقد اشتهر كثير من الكتاب والمصنفين بين النصارى، نستغني بذكر بعضهم. فمنهم: ابن المقفع الكاتب المشهور. . . (مجاني الأدب ٣٠٨: ٤ في الحاشية)، مع أن النصرانية لم تخطر على بال ابن المقفع، قال صاحب الفهرست. . . واسمه بالفارسية روزبة وهو عبد الله بن المقفع ويكنى قبل إسلامه أبا عمرو فلما اسلم اكتنى بابي محمد. . .) وقد ذكر غير واحد أنه لم يكن مسلما صادقا وكان يبطن المجوسية. أما الصحيح فانه كان زنديقا وهذا كتابه يشهد على هذه الحقيقة.

دع عنك ما في الكتاب من سقم التعبير فإن إنشاء القاسم لا يداني إنشاء ابن المقفع، ولو عن بعد. فقد قال مثلا في ص ٩: فإن هم ثبتوا له اسما غيره لم يكن إلا مفعولا. وإن كان هو اسمه كانت أسماؤه ممن سماه فضولا، والفضول عندهم من كل شئ فمذمومة (كذا)، وأسماؤه إذا كلها شرور ملومة. فهل يبلغ هذا من القول، إلا كل أحمق أو مخبول (كذا ولعلها أو مجنون). وقال الرحمن الرحيم، فلمن زعم. ألنفسه أم للأصل الذميم؟ فإن كان عنده رحمنا رحيما. لمن لم يزل عنده شرا ملوما. أن هذا (كذا) لهو أجهل الجهل، والرضى عما ذم من الأصل. وإن كان إنما (كذا) هو رحيم رحمان لما هو من نفسه إحسان، فهذا احول المحال واخبث متناقض الأقوال)

قلنا: ونحن وضعنا (كذا) كلما اقتضت الحال. وكل ذلك يدلك على سقم التدليك وسقم

العبارة. فكيف يدرك الظالم شأو الضليع.

وقد أفادنا حضرة المعتني بطبعه أن المؤلف من أئمة الشيعة الزيدية وتوفي في سنة ٢٤٦هـ سنة ٨٦٠م والرد يرى في الخزانة الانبروسية في مجموع رسائلها كلها للإمام المذكور وبينها رد على النصرانية وقد نشره من مدفنه وطبعه أ. دي ماتيو في ٦٣ صفحة.

أما ترجمة الرد على ابن المقفع إلى الإيطالية والحواشي التي زينت بها فمما يظهر مقدرة ناشر الكتاب وتضلعه من لغتنا العربية وقوفه على العلوم الإسلامية

<<  <  ج: ص:  >  >>