للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاريخية وانشرها مجموعة خاصة لأن في نشرها تنوير بعض النواحي المظلمة من التاريخ وكنت أتوقع أن تأتى هذه الكتابات معدودة محدودة فإذا هي كثيرة العدد مديدة السيل تحتاج إلى أعمال الروية وكثرة البحث والتنقيب وتفتقر إلى تعليقات طويلة الذيل وقد أتيح لي الوصول إلى كتابات أموية وعباسية وفاطمية ومصرية وعثمانية زبرت على الحجارة والخشب والنحاس وفي ألواح القاشاني وغيرها من مواد العمارة ووسائط الزخرف. وكانت أكثرها في بيت المقدس ثم في حبرون مدينة الخليل إبراهيم عليه السلام ثم في غزة فالرملة فطبرية فغيرها من مدن فلسطين.

وأني وإن لم أتمها إلى الآن إلا أن كثرتها قد هالتني ووقفتني عن العمل على النحو الذي

كنت ارغب في انتحائه ورأيت أن خير ما اصنعه في هذا الشأن هو استكمال جمعها ونشرها بدون تعليق.

الكتابتان العباسيتان

ومن هذه كتابتان حفرتا في لوحين نحاسيين كبيرين يرجعان إلى أوائل أيام الدولة العباسية التي كان يمتد سلطانها من ضفاف دجلة إلى مصاب النيل وهما كل ما يوجد في فلسطين من هذا النوع، وقد حفظتا في قبة الصخرة القائمة إلى جانب المسجد الأقصى ببيت المقدس.

وقد احكم وضعها إحكاما عجيبا وطليا بالأصباغ والألوان والتذهيب حتى ليخيل إلى الناظر أليهما انهما من وسائط الزخرف التي تراها ماثلة للعيان بكثرة في تلك القبة البديعة المثال ولذلك خفيت على الكثيرين طول هذه السنين العريقة في القدم فلم يذكرهما أو قل لم يذكر عمارة قبة الصخرة من قبل المأمون العباسي أحد من المؤرخين الذين دونوا تاريخ المسجد الأقصى من القاسم أبن عساكر صاحب المستقصي في فضائل الجامع الأقصى إلى مجير الدين الحنبلي مؤلف الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل وما بينهما من المؤلفين الكثيري العدد.

ترميم قبة الصخرة من قبل المأمون

هذان اللوحان هما اللذان دلانا على ترميم قبة الصخرة من قبل الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن الرشيد سنة ٢١٦هـ ٨٣١ م ذلك الترميم الذي لم

<<  <  ج: ص:  >  >>