للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد فقتلت بعده وذلك في سنة ٧٣٦هـ (١٣٣٥م).

جوبان النوين الكبير نائب المملكة القانية. تمكن من المملكة وأباد عددا كثيرا من المغل وكان أبنه (دمشق خجا) قائد عشرة آلاف فلما تنكر له بو سعيد قتل أبنه دمشق وهرب أبنه تمرتاش إلى القاهرة وسار جوبان إلى هراة فاطلعه واليها إلى القلعة ثم غدر به وقتله وكان صحيح الإسلام كثير النصح للمسلمين أجرى الماء إلى مكة حتى لم يكن الماء يباع بها وانشأ مدرسة بالمدينة مجاورة للحرم الشريف وكان أعظم الأسباب في تقرير الصلح بين بو سعيد والناصر، ولما نزل خربندا على الرحبة ونصب المجانيق رمى سمس (كذا) قرا سنقر حجرا يضيع (كذا ولعلها بضبع أي بناحية) القلعة فاحضر جوبان المجانيق وهدده وقال له بعد أن سبه: لئن عدت سمرتك على سهم المنجنيق، وكان ينزع النصل من النشاب ويكتب عليه: إياكم أن ترعبوا فهؤلاء ما عندهم ما يأكلون. واجتمع مع الوزير وقال له: ماذا يقول الناس إذا غلب خربندا على الرحبة وسفك دم أهلها وهدمها في هذا الشهر العظيم (وكان شهر رمضان)؟ أما كان عنده نائب مسلم ولا وزير مسلم؟ فدخلا إلى خربندا وحسنا

له الرحيل عنها وإن يطلب أكابرها ويخلع عليهم ويعطيهم الأمان ففعل. فكان حقن دماء المسلمين على يدي جوبان، وكانت ابنة جوبان زوج بو سعيد فنقلت والدها لما قتل إلى المدينة الشريفة ليدفن في تربته التي بناها بمدرسته فوصلوا به لكن لم يمكنوا من الدفن بمنع السلطنة فدفنوه بالبقيع وكان قتله في سنة ٧٢٨ وهو ابن ستين سنة. وقد تقدمت له قصة في ترجمة ايرنجن. قال الذهبي: وكان شجاعا مهيبا شديد الوطأة كبير الشأن كثير الأموال عالي الهمة صحيح الإسلام ذا حظ في صلاة (لعلها في صلاح) وبر وتزوج أبو سعيد بابنته وكان ولده تمرتاش متولي ممالك الروم وابنه دمشق خجا قائد عشرة آلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>