للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلقة ويتجهون شطر القبلة وبأيديهم دنانير أو سمسم أو أرز يديرونها من يد إلى أخرى ويقولون: (اللهم يا محول الحول والاحوال، ويا مقلب القلوب والأبصار حول حالنا إلى أحسن حال).

ولا يجوز لأحد بتاتا أن يمد يده إلى الصينية ليأكل مما هو موجود فيها قبل دورة السنة فإذا دارت أكلوا منها وأهدى الجار إلى جاره شيئا مما عليها أما الشموع الموقودة فتترك على حالها حتى تذوب من نفسها والنساء يتشاءمن كثيرا إذا انطفأت إحدى الشموع، وبعد ذلك يقصد أحدهم الآخر في بيته ليهنئه بهذا العيد! وإذا دخل عليهم في صباح دورة السنة أحد اسمه (محمد أو محمود أو أحمد أو مصطفى) يفرحون ويبتهجون تيمنا بهذه الأسماء التي

تسمى بها الرسول الأعظم (ص). وإذا دخل عليهم رجل أعور أو امرأة عوراء شوهاء تشاءموا كثيرا.

وفي المدن التي فيها مزارات مثل كربلا والنجف والكاظمين وسامرا وغيرها يقصد الناس في دورة السنة ضريح المزارات ويقرءون سورا ويتلون أدعية ويجب أن لا يغرب عن البال أن هذه العادة جاء بها الفرس إلى العراق.

سينزده بدر

كلمتان فارسيتان. ومعنى (سينزده) الثالث عشر و (بدر) في الباب ومحصلهما (اليوم الثالث عشر في الخارج) ويحتفل به كل الاحتفال العراقيون ويسميه البغداديون (كسلة) وهو اليوم الثالث عشر الذي يلي دورة السنة وفيه يخرج النساء والأطفال والفتية إلى الارباض المحيطة بمدينتهم والى البساتين والجنات القريبة إليهم فيرمون في النهر أو في البساتين (إبريقا أو تنكة) قد اعشوشب ما حولها. وهذه التنكة يستحضرونها في أول يوم دورة السنة وكيفية استحضارها هي: انهم يأتون بقطعة من الكتان يملئونها شعيرا ويشدونها على التنكة المملوءة ماء وبعد مدة ينبت العشب حولها فتخضر فيأخذ كل واحد منهم تنكة فيرميها كما أسلفنا والنساء يجلسن في البساتين ويأخذن حزمة من الحشيش النابت في البستان ويشددنه من غير أن يقلعنه ويقلن: (خذ الأصفر واعطنا الأخضر).

أحمد حامد الصراف

<<  <  ج: ص:  >  >>