للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعسى أن يطلعنا أهل البحث على هذا الدفين.

بغداد: يعقوب نعوم سركيس

ملحق بجامع الأصفية

(لغة العرب): - قابلنا بعض ما جاء في تاريخ مساجد بغداد وآثارها المطبوع بالنسخة المخطوطة الموجودة في خزانتنا، فوجدنا (المهذب) غير عبارة المؤلف رحمه الله تغييرا

عظيما ويكاد يكون في كل موضع وموضوع. من ذلك أن السيد الالوسي كان قد كتب عن جامع الاصفية: (أن كر الليالي ومر العشي قد ضعضع منه بنيانه وزلزل أركانه) فاصلح العبارة (المهذب) وقال في (ص ٢٨) (قد ضعضعا منه بناينه وزلزلا أركانه) مع أن كر الليالي ومر العشي أمر واحد. ولهذا كان أفراد الفعل اصح أوثق معنى.

ومما هذبه (المهذب) في كلامه عن هذا الجامع الأبيات المرسومة على الحجر الكاشاني فوق الباب الذي في جهة الشرق من المسجد وهي هذه:

ذا جامع كان قدما (لا نظير له) ... في حسن بنيانه والدهر (غيره). . .

حتى أتى ذو العلي داود آصفنا ... من (حك) بالسبعة الأفلاك مفخره

فشاد (إطنابه) من بعدما (اندرست) ... للعابدين ووشاه وصوره

(وحين تم) غدا الداعي يؤرخه ... ذا جامع (بالندى) داود عمره

أما حضرة المهذب فقد أبدل الألفاظ التي حصرناها بين قوسين بما يأتي: (لا شبيه له. . . بعثره. . . من حل. . . أركانه. . . انهدمت. . . ومذ أتم. . . بالندا.). قلنا: فإذا كان يجيز لنفسه (تهذيب عبارة أستاذه) أفيجيز لنفسه إصلاح عبارة الأقدمين، ولاسيما عبارات مكتوبة على الكاشي تنعي على مغيرها أوهامه وسقطاته؟

ثم أن حضرته كتب في الحاشية عن انهدام رأسي مئذنتي الاصفية ما هذا حرفه: هب في أوائل الحرب العامة إعصار شديد معه مطر ينصب كالسيل الجارف كاد يجعل بغداد عاليها سافلها، وذهبت به شرفات البيوت (كذا)

<<  <  ج: ص:  >  >>