الغاية فأضاع شيئا كثيرا من اثمن عمره وهو يطالع كتبا غير صحيحة أو غير مفيدة الفائدة المطلوبة.
وفي سنة ١٩٠٧ صادف لحسن حظه السيد الجليل السر جارلس ليال ناشر ديواني عبيد
بن الأبرص السعدي الاسدي، وعامر ابن الطفيل العامري أو عامر بن صعصعة وناقلها إلى الإنكليزية وهو من كبار مستشرقي الإنكليز، فكان أول من حثه على إتقان العربية ونصحه عدة نصائح عادت عليه بفوائد جزيلة، وكان في تلك المطاوي يشتغل بالتجارة والصناعة فنجح نجاحا لا ينكر حتى إنه كان في إدارته في زمن الحرب العظمى أكثر من ألف عامل وعاملة، ولما رأى أن أشغال التجارة تقوم عقبة في وجهه أخذ يقلل منها وما كان يسرقه من الأوقات التي كان ينزعها من أمور الاتجار يبذله عن يد سخية لمعاناة درس لسان يعرب ومطالعة كتبه من مطبوعة ومخطوطة وكان في عزمه أن يرصد مبلغا جليلا لنشر العلوم العربية إلا أن الأقدار عاكسته ففقد في أبان الحرب العظمى جل ما كان يملكه ولهذا انتقل بأسرته من مدينة ليسستر إلى لندن.
ومع كل هذا وغيره لم ينقطع عن الاشتغال بعلوم السلف وآدابه ونشر ما كان يراه مفيدا لأبناء هذا العصر ساعيا سعيا حثيثا في هذا الميدان.
ولقد هذب ونشر عدة كتب نادرة كانت مدفونة في زوايا الإهمال أو النسيان، من ذلك:
١ - ديوان أبي دهبل الجماحي.
٢ - ديوان بكر بن عبد العزيز العجلي.
٣ - ديوان النعمان بن بشير.
٤ - طبقات النجاة للزبيدي.
٥ - الجمهرة لابن دريد وهو كتاب ضخم جليل في اللغة.
٦ - تنقيح المناظر لابن هثيم البصري ثم المصري وهو أجل كتاب صنف في هذا الفن.
٧ - الكتاب المأثور عن أبي العميثل الأعرابي.
٨ - الأرض التي اقطعها النبي الحنيف لتميم الداري وهي تتضمن حبرون