للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في عافية أما ميلي إلى الأدبيات فيرجع إلى عوامل وراثية والى استمتاعي بالأدبيات كرياضة ذهنية نفيسة بين شواغلي ومتاعبي الكثيرة. فإذا كنت قد أفدت بها المجتمع كما أفدت نفسي فهذا رد دين علي وتوفيق من الله. أني على كل حال اقدر أن علي واجبات كأديب نظير ما علي من الواجبات كرجل علم واحسب أني أفهم شيئا عن وحدة الحياة واشعر أن الفارق بين العلميات والأدبيات فارق وهمي ولذلك لا أوثر الانقطاع إلى الأدب.

س - إنكم بتصريحكم هذا تخالفون المألوف من رأي، إذ الشائع أن تكون الحياة العلمية بمعزل عن الحياة الأدبية، ومن الناس من يرى أن توزيع الجهود يذهب بالإتقان. فما قولكم في ذلك؟

ج - لقد أحببت سابقا على بعض ملاحظتكم هذه وأزيد على ذلك أني أستمد من حياتي العلمية غذاء لنفسي الأدبية كما أستمد نظير ذلك من مشاهداتي ومطالعاتي وخبرتي وولوعي بالطبيعة، وليس يعنيني رأي فريق مغرض من الناس يود تثبيط همة الأديب العالم، كأنما الأدب مقصور على غير أهل العلم وكان الأولى بهم تشجيعه لو اخلصوا حقا للأدب، أليس الأولى بالأدباء أن ينتظم في سلكهم رجال العلم والطب والفلسفة والحكمة من انتظام العاطلين العابثين؟ ولا يخفى عليك أن الأدب طبع وسجية وموهبة ولا شأن له بالإرادة والرجل الذي بتكوينه وفطرته أديب لا تستطيع قوة أن تصده ولا أن تقهر نزعته وملكته الأدبية. فليس كل منتسب إلى العلم جديرا بأن ينتسب إلى الأدب أيضاً لأن المسألة كما قدمت لك مسألة طبيعة واستعداد فطري. ولا يخفى عليكم أن تخصص الإنسان لعلم من العلوم لا يحول دون إتقانه رياضة أو أكثر. ومن الناس من يتقن اتقانا تاما أكثر من صناعة واحدة. فما يتشدق به بعض الناس من هذا القبيل كثيرا ما يرجع إلى عوامل الحسد أو الغفلة أو الجهل.

س - وما هي العوامل الوراثية التي تنسبون إليها تكوينكم الأدبي أصلا؟

ج - أريد بها التأثير الوراثي أولاً عن والدي محمد أبي شادي بك فقد كان

<<  <  ج: ص:  >  >>