فسكت قليلا ثم أن أنة الغريب الكئيب. وقال أحب حافظا لأنه نبت في وطني ونشأ فيه، ولان شعره يذكرني ببلدتي شيراز الجميلة فقلت له: أتحبها وتحن إليها، فقال أن كنت تسألني لكوني درويشا فأقول أني لا أفضل مدينة على أخرى وكل بلاد الله وطني، وكل أهل الأرض أقاربي لا افرق بين العربي والعجمي والهندي والتركي، إلا أني مع ذلك، احن إلى شيراز، لأنها ملعب صباي، ومراح شباب وفيها قبور أمي وأبي وزوجتي وعشيرتي ثم قال وقد ترقرق الدمع في جفنيه:
فقلت له: ومتى فارقت مدينة شيراز؟ فقال وقد انحدرت دمعة من مآقيه على خده: لم أطأها منذ أربعين سنة على التقريب.
لماذا؟ وما السبب؟ فقال بعد أن تنهد طويلا: إنك قد سألتني قبل بضعة أيام فلم اشأ أن أقص عليك حديثي، خشية منك، لأني إرتبت كثيرا في أمرك وخفت أن يصيبني في (كربلاء) ما قد أصابني في (بيروت) وذلك أنني وطئت بيروت أثناء الحرب فذقت فيها عذاب الهون وعانيت ألوانا من المصائب والرزايا وكان أطفالها يركضون خلفي ويحصبونني ويمطرون علي وابل الحجارة.
آغا شهر بيروت بر أز فرنك بود. أي ومدينة بيروت ملآى من الفرنك
وقد تعرفت بفتى من أهل بيروت أخذني إلى بيته وأطعمني وسألني عن سياحاتي فقلت له أني جئت من الهند على طريق إيران وفي اليوم الثاني قبض علي شرطي طويل القامة وقادني إلى دار الحكومة ثم زجني بالسجن ثم طلبوني واتهموني بالتجسس، يلي اغا جان مارا كوتك زدند خيلي جوب زندن فرياد كردم قسم خوردم كه من درويشم غريبم كوش ندادند وزدند تحمل كردهم خدارا شكر كرده م.
نعم يا سيدي فقد ضربوني وجلدوني بالسياط صرخت كثيرا وحلفت لهم بأنني درويش غريب فلم يصغوا إليّ ثم ضربوني وضربوني فتحملت وشكرت الله.