هو موضع تتبرك به نساء القرية إذ يسرجن فيه ويقمن فيه ببعض القربات الدينية.
فشكل الدراهم وكتابة القطع تقوي الظن بوجود النصرانية في نواحي زنجان في سابق العهد فلا شك أن يد الحفر تصل في هذا المكان إلى آثار عتيقة أخرى.
زنجان (إيران): أبو عبد الله الزنجاني
(لغة العرب) كان حضرة الشيخ المجتهد الكبير أبي عبد الله الزنجاني أرسل إلينا صورة شمسية للكتابة التي يشير إليها وهي بالخط الكوفي وهذا نصها: (الى الله. قبر افلوتلا الملائكية سنة. . .) فمعنى (إلى الله): أنت الذاهبة إلى الله؛ - ومعنى قبر افلوتلا إشارة واضحة إلى أن المدفونة نصرانية لأن الاسم المذكور لا يتسمى به إلا النصرانيات وهو روماني الوضع. وافلوتيلا في الأصل أسم قديسة كانت تلميذة القديس بطرس ويحتفل بعيدها في ٢٠ أيار. وقول الكتابة القبرية:(الملائكية) دليل على أن الابنة كانت صغيرة السن. وكنا قد قرأنا السنة المكتوبة على قطعة الخزف لكنها فقدت منا فنسيناها. فنرجو من حضرة صديقنا الوافي الشيخ أبي عبد الله أن يذكرها لنا إتماما للفائدة.
أما أن النصرانية كانت معروفة هناك في سابق العهد، فليس من يجهل ذلك. وتاريخ النصرانية مملوء بذكر شهدائها في عهد المجوس وبعده. ولقد بقيت النصرانية زاهية في فارس إلى عهد غير بعيد. أما في زنجان فقد ذكر الطبري في تاريخه (٣: ٢١٤٠ من طبعة الإفرنج) ما نصه:
(ولليلتين خلتا من رجب منها (أي من سنة ٢٨١هـ الموافق ٨ أيلول ٨٩٤م) شخص المعتضد إلى الجبل فقصد ناحية الدينور وقلد أبا محمد علي بن المعتضد: الري وقزوين، وزنجان، وابهر، وقم، وهمذان والدينور. وقلد كتبته: أحمد بن أبي الأصبغ نفقات عسكره والضياع بالري: الحسين بن عمرو النصراني. . .) انتهى. قلنا لو لم يكن في تلك الأنحاء نصارى لما قلد المعتضد نصرانيا وسلم بيده ما سلم.
وكانت زنجان في أمر تدبيرها الديني راجعة إلى أبرشية قزوين. وكان في هذه الأبرشية في نحو سنة ١٧٠٠م: (أسقف واحد اسمه مار أدى وكان من