للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت لا يستملحها القارئ. وقال من قصيدة (عظمة الجمال):

أوتيت من حسن الشمائل نعمة ... والحسن في الدنيا من الآفات

وإذا كان الحسن من الآفات فكيف يكون نعمة؟ ومما أجاد فيه قوله:

كالبدر يأتم السراة بنوره ... ولقد يضيء مواقع الشبهات

وقال من قصيدة (أين الدموع) ص ٣٥:

لو جرت في السحاب أجفل أو يأ ... زم عن سبحه الفضاء الوسيع

الضمير في (جرت) راجع إلى العبرات قبل البيت وفيه مبالغة تدل على إنه ليس بشعر الشعور وعطف (يأزم) وهو مضارع على (أجفل) وهو ماض على أن يكونا جوابا لقوله (لو جرت) قبيح. وهذه القصيدة كلها تافه. وقال من قصيدة (الصبر):

أكان للمرء أيما أرب ... في الصبر لولا كوارث الزمن

وليس من الصواب جعل (أيما) وهي للاستفهام اسما ل (كان) المصدر كذلك بهمزة الاستفهام. ثم أن (أي) لها صدر الكلام فلا يجوز من هذا الوجه أيضاً جعله اسما لكان. وقال:

الخطب يعرو والصبر يعقبه ... يا بئس من صاحبين في قرن

نعم يجوز حذف فاعل (بئس) والاستعاضة عنه بنكرة منصوبة على التمييز أو مجرورة بمن، ولكن هل يجوز مع ذلك حذف المخصوص بالذم كما في بيت الأستاذ؟ هذا ما ارتاب فيه. وقال ص ٣٦:

لست على الصبر مزريا أبدا ... الصبر دأب المجرب الطين

يتعدى (أزرى) على الفصيح (بالباء) وقد جاء بمعنى زرى ولما كان (مزريا) في البيت بمعنى زاريا كان عليه أن يقول: لست على أحد مزريا الصبر. وأبرد ما في القصيدة قوله:

والعيش عيشان جانب دمث ... واللب منه في الجانب الخشن

والموت موتان موت ذي دعة ... لا حسن فيه وموت ذي الكفن

ولا أدري كيف يكون موت ذي الكفن قسيما لموت ذي الدعة. فهل جميع ذوي الأكفان غير وادعين؟

(له تلو)

<<  <  ج: ص:  >  >>