رجل غيور على النهضة الأدبية ونشر احدث الآراء الفكرية الغربية، فيجب أن تعد له هذه الحسنة وأني أؤكد لفضيلتكم أنه من اشد الأدباء استقامة وتواضعا وتحقيقا للأدب العالي في حياته الاجتماعية، فما نقل إليكم عن هوسه الخلقي وغروره ونحو ذلك
إنما هو من تضليل حاسديه الذين ينامون بينما هو يعمل، وأكثرهم لا يفهمون من الأدب سوى تحبير السطور وزخرف الأقوال وليس في حياتهم وأعمالهم قدوة صالحة. فلعلكم لا تبخلون بنشر هذا التصحيح إنصافا للرجل وأكبر ظني أنكم ستنصرون آراء الأدبية في مواقف كثيرة وإن اختلفتم معه في غيرهم.
الرملة: ابن سينا
التمثيل في مصر لمراسل (لغة العرب)
اجتازت مصر في السنوات الأربع الأخيرة شوطا بعيدا في نهضتها المسرحية وتقدم التمثيل بها تقدما محسوسا يلمسه كل منهم بهذا الفن الجميل، فبعد موت المرحوم الشيخ سلامة حجازي كنا نعتقد أنه قد قضي على المسرح المصري، ولكن الأستاذ جورج أبيض تلميذ سليفان الشهير أحيا ميت الأمل منا وأعاد لنا المجد الذي شعرنا بفقده مبدئيا.
تذوق الجمهور المصري طعم التمثيل فاستعذبه واقبل عليه، وكان هذا الإقبال مشجعا للأستاذ نجيب الريحاني على إنشاء فرقته (الكوميدية) وهذا لون جديد من التمثيل اقبل عليه الجمهور بشغف كبير لأنه اقرب إلى ميوله، ثم تكونت بعد ذلك فرق عديدة منها فرقة السيدة منيرة المهدية وفرقة علي أفندي الكسار وفرقة الأستاذ يوسف بك وهبي السيدة فاطمة رشدي وفرقة حديقة الازبكية وغيرها من الفرق الصغيرة.
أما أنواع التمثيل المهمة في مصر فثلاثة: الدرامي والهزلي والغنائي، ولعل التمثيل الدرامي أرقاها، وعماده في مصر فرقة رمسيس، وقد تلقى مديرها يوسف بك وهبي أصوله في إيطالية، ومن المؤلم أن تكون كل رواياته معربة عن الفرنسية والإيطالية. وليس للمسرح المصري نصيب من الروايات المؤلفة التي تصور البيئة المصرية، ومهما (مصرت) الروايات المعربة فأنها لن تفي بالغرض