للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فثم تخال الفحم أفلاذ مهجة ... من الليل تلقى في نهار منور

فأن ضاق صدرا عن تأجج شوقه ... تأوه في أنفاس ماء مبخر

لئن يمتلك يوما جناحا يطر به ... إلى حيث من يهوى وبالوصل يظفر

كأن كؤوس الشاي بضع تواسك ... تحيط بمعبود من التبر أصفر

وتفتح فاها بالدعاء فيجودها ... بذوب لجين أو بدر مقطر

وأحسبها حول (السماور) تارة ... بنا مجوس قد أحطن بمجمر

وتحكي لنا ما بين بيض صحونها ... تماثيل در في معابد مرمر

وإبريقه فوق (السماور) مرتق ... كمثل خطيب جالس فوق منبر

يفوه ولكن في عقيق مقطر ... وينطق لكن في كلام مصور

(سماوره) يبدو كشيخ معمم ... من الصين يزهو في رداء معصفر

إذا ساق هم الدهر نحوي جيشه ... الاقية من أقداح شاي بعسكر

فمذ أحتسي جاما وأرشف ثانيا ... يفر الأسى عني بجيش مبعثر

فأشرب كأس النصر جذلان ناعما ... وأزهو وقد أدركت عز المظفر

فلله كاسات لنصري أسرعت ... ومن ينتصر في أكؤس الشاي ينصر

كأن به معنى السعادة كامن ... فلو يشتري بالنفس ما ليم مشتري

لئن أنقض العمر الثمين اعتياده ... فأي حياة دونه لمعمر

دع الراح والأفيون واشرب عصره ... مداما ولا تشرب مدامة حيدر

النجف: السيد أحمد الصافي

(الإبريق)

ورد في (البستان) في مادة اب ر ي ق: (الإبريق إناء للماء من الخزف أو المعدن له عروة وفم وبلبلة معرب آب ر س. . .) اه. قلنا: تخصيصه الإبريق بإناء الماء لم ينص عليه اللغويون فقد ذكروا أنه قد يكون للخمر.

قال في التاج: والعرب تشبه أباريق الخمر برقاب طير الماء. . . ثم ذكر أبياتا ادعاما لقوله. وأما أنه معرب آب ر س. فلم ينص عليه أحد، بل قالوا معرب آب ر س. والصواب آب ريز على ما حققناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>