حسن. أما ناحية الكفل فمركزها الكفل وهي قصبة صغيرة تقصدها الجاليات اليهودية من سائر أنحاء العراق مرة في السنة لزيارة النبي حزقيل المعروف بذي الكفل والمدفون هناك في قبر فخم شيد حوله البويهيون جامعا كبيرا عام ٤٣٥هـ ١٠٤٣م. والكفل بلدة قديمة اختلف المؤرخون في زمن تمصيرها وذكر
اسمها القديم وقد ضربنا صفحا عن أوجه الخلاف فيها لعدم تعلق بحثنا بها.
وشط الهندية عند عبوره سدة الهندية واقترابه من هذه الناحية ينشطر شطرين كبيرين يعملان عملا عظيما في إرواء الأراضي التي على عدواته. وقد سبقت الإشارة إليهما في محل آخر في مقالتنا عن لواء الديوانية (٦: ٤٤٣).
٤ - قضاء المسيب
يمتاز هذا القضاء عن بقية أقضية الحلة بقدمه وبخطورته التاريخية وموقعه الجغرافي. فإن أهل الكوفة عندما نقضوا بيعة الحسين بن علي (ع) وحاربوه في أرض الطف أتوا إلى (المسيب بن نجبة الفزاري) أحد أصحاب الإمام القتيل نادمين على فعلتهم مع ابن بنت الرسول (ص) وانضموا إلى صفوفه لمحاربة ابن زياد وقد اتخذوا القرية التي سميت باسم صاحب الإمام (المسيب ابن نجبة) مقرا لحركاتهم الحربية لأن المؤونة والأرزاق التي كانت ترد إلى العراق من الموصل وسوريا كانت تأتي بطريق النهر مادة ب (المسيب) وقد سمي هؤلاء (بالتوابين) لأنهم تابوا على يد (المسيب) واشتركوا معه في حرب ابن زياد تلك الحرب التي دامت نحو أربعة أعوام حتى حمل عليهم ابن زياد حملته التي قضى بها على آخر منافس ومحارب له ومعهم المسيب الذي قتل عام ٦٥هـ ٦٨٤م
هذا مجمل تاريخ هذه المدينة وهي اليوم بلدة جميلة راكبة عبري الفرات ونفوسها ٥. ٠٠٠ نسمة تكتنفها الحدائق والبساتين وتجري فيها السيارات الكثيرة في طريقها إلى كربلاء والنجف ويمر بها الخط الحديدي الكبير وهي مركز قضاء المسيب الذي تقدر نفوسه ب ٤٠. ٠٠٠ نسمة وتسير فيها التجارة سيرا حسنا وتهتم الحكومة بدفن المستنقعات التي ظهرت فيها مؤخرا ولها جسر من خشب لا بأس به وللقضاء ناحيتان هما: ١ - الإسكندرية و ٢ - جرف الصخر وله شعبة تسمى شعبة المسيب، أما الإسكندرية فإنها منسوبة إلى الاسكندر