للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبة الصخرة والجامع الأبيض في الرملة.

المهدي وخلافته

المهدي هو محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم وهو ثالث الخلفاء العباسيين وقد ولي الخلافة سنة ١٥٨هـ (٧٧٥م) فكان من الغرابة بمكان أن يرد اسمه في الرقيم مقرونا بإمارة المؤمنين سنة ١٥٥هـ (٧٧٢م) أي قبل ثلاث سنين من توليه الخلافة.

ولسوء الحظ أن كلرمون غانو لم ينقل لنا صورة الرقيم الذي كان طبعا بالحروف الكوفية لنستنطقه ونتبين منه وجه الصواب في التاريخ المذكور ولم نجد له ذكرا في الجزء الأول من كتاب فإن برشم السويسري الذي جمع فيه الرقم الفلسطينية المتعلقة بالأمويين والعباسيين والفاطميين وبعضا من رقم الأيوبيين مما نستدل معه على أن هذا الرقيم لم يصل المتحفة العثمانية لأنه لو كان فيها لكان نقل صورته فان برشم في مجموعته الفرنسية المتقدم ذكرها.

فإذا لم يكن هذا من غلط الراقم حين نقرأ الرقيم فيجب علينا أن نقبل أن أولياء العهد كانوا ينعتون بلقب إمارة المؤمنين قبل أن يرقوا سنامها ويتبوءوا معقدها. أو أن المنصور الذي انتزع ولاية العهد من ابن أخيه عيسى بن موسى وجعلها في المهدي هو الذي أمر بذلك ليرسخ في الأذهان أن الخلافة بعده لابنه المهدي، وهذا الرأي الأخير قد أرتاه كلرمون غانو وارتضاه.

وكان المهدي ولوعا بالعمارة فقد وسع البيت الحرام بمكة مرة بعد أخرى واشترى ما حوله من الدور فأضافها إليه حتى بلغ ثمن الذراع الواحدة يكسر في مثلها - وهي ما نسميها اليوم بالذراع المربعة. خمسة عشر دينارا. وأمر بالأساطين فنقلت من مصر ومن الشام وحملت بحرا إلى ساحل مكة المعروف (بالشعيبة) بالقرب من جدة ثم نقلت تلك الأساطين من الساحل على العجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>