للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صالحا تكفل بعمل رجل صالح وكان يصلي لله تعالى في كل يوم مائة صلاة. فاحسن الله عليه الثناء. قيل: هو الياس. وقيل هو زكريا. والله أعلم بالصواب انتهى كلام الثعلبي.

وفي تاج العروس في مادة ك ف ل: ذو الكفل: نبي من أنبياء بني إسرائيل. وقيل هو من ذرية إبراهيم، صلوات الله عليهما، وقيل هو الياس، وقيل هو زكرياء، أقوال ذكرها الفاسي في شرح الدلائل. قيل بعث إلى ملك اسمه كنعان، فدعاه إلى الإيمان وكفل له بالجنة وكتب له بالكفالة. وقال الثعالبي في المضاف والمنسوب: اختلف المفسرون في اسمه، فقيل: هو بشير بن أيوب، بعثه الله رسولا بعد أيوب وكان مقامه بالشام. وقبره في قرية كفل حارس من أعمال نابلس ذكره الملك المؤيد صاحب حماة. وقيل كان عبدا صالحا ذكر مع الأنبياء لأن علمه كعلمهم والأكثر على نبوته. وقيل: اسمه الياس، وقيل: يوشع، وقيل: زكريا. وقيل: حزقيل لأنه تكفل سبعين نبيا. حكاه في معالم التنزيل عن الحسن ومقاتل، انتهى، وقيل سمي به لأنه كفل بمائة ركعة كل يوم فوفى بما كفل. وقيل: لأنه كان يلبس كساه كالكفل. وقال الزجاج لأنه تكفل بأمر نبي في أمته فقام بما يجب فيهم. وقيل: تكفل بعمل رجل صالح فقام به. وقال الفاسي في شرح الدلائل: ومعناه ذو الحظ من الله تعالى. وقيل لتكفله لليسع بصيام النهار وقيام الليل وأن لا يغضب. أهـ كلام صاحب التاج.

ولو أردنا أن نأتي على كل ما قيل عن ذي الكفل وسبب تسميته لملأنا مجلدات. وكل كاتب يذهب إلى رأي ينتحله للغير أو يريده بحديث يرفعه إلى أقدم المحدثين. وكل ذلك من الموضوعات البينة إذ لو كانت صحيحة لاتفقت كل الاتفاق؛ لكن هذا شأن الاختلاق إنه لا يأتي على وجه واحد.

ونتائج ما تقدم ذكره هي: عدم اتفاق علماء الإسلام على حقيقة ذي الكفل إذ يذهب قوم إلى

نبي ويقول آخرون بأنه رجل خاطئ تاب، أو عبد صالح خالط الأنبياء.

لم يعرف أسم الرجل المذكور على حقيقته فمنهم من قال إنه الياس. ومنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>