للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها وأنا أتحرى من ذاك الحين مظنة أجد فيها نسخة من الكتاب ولم أر اسمه في كشف الظنون ولقد فتشت في كثير من فهارس دور الكتب الأوربية وفي غيرها فلم أجده حتى أتحفنا الفاضل، الغيور على الأدب والعلوم والتاريخ، الدكتور داود الجلبي بكتابه (مخطوطات الموصل) وفيه (ص ١٧٣) في جملة مخطوطات المدرسة المحمدية في جامع الزيواني نسخة من (الجدول الصفي من البحر الوفي) لكنه لم يصفها، الأمر الذي كنا نتمناه ولعل عذره في ذلك قوله: (أن عيون حافظي الكتب في المدارس ترمقني بلحاظ تدل على السآمة ولسان حالهم يقول: رحم الله من زال.) أهـ

طلب الأب في مقالته المذكورة أن يفيده أحد عن أسم من نسبت إليه المدرسة البلطاسية وعلى بلطاس وعلى منشئها وكنت أود أن أعثر على جواب هذا السؤال الذي بقي علي أيضاً غامضا ولكن بوسعي أن أقول شيئا عن هذا هو أن النسخة المطبوعة تذكر هذه المدرسة بهذا الاسم ومخطوطي يذكرها باسم المدرسة البرطاسية وبرطاس قوم عرفهم التاريخ وذكرتهم المعاجم المتخصصة لمثل هذه المباحث كمعجم البلدان ودائرة المعارف للبستاني والمعلمة الإسلامية الإفرنجية التي أوردت المصادر العربية القديمة التي اعتمدت عليها ومن الغريب إنها لم تذكر كتاب آثار البلاد للقزويني (ص ٣٩٠ من طبعة الإفرنج) وقاموس الأعلام الذي ذكرهم بصورة برطاش (بشين منقوطة). ومن الكتب التي كثر

ذكرهم فيها كتاب تلفيق الأخبار وتلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار وملوك التتار تأليف م. م. الرمزي المطبوع في اورنبورغ في سنة ١٩٠٨

ذكرت تلك المقالة عن المدرسة البلطاسية إنها من مدارس بغداد وإذ لا ذكر في كلشن عن المدينة التي كانت فيها وجل ما جاء ذكرها في بحث ثروة الخلفاء ومقدرتهم في المال فيجوز إنها كانت في بغداد أو غيرها من المدن وأظن لو إنها كانت في بغداد - وهي من أمهات المدارس كما يفهم من ذلك الوصف - لما أغفلت ذكرها مقدمة الخطيب وهي مطبوعة تتعاورها الأيدي ولما غض النظر عن ذكرها كتاب مناقب بغداد. ومن العجب السكوت العميق عنها في كتب التاريخ والتراجم التي وقعت بيدي وهي طائفة ليست بيسيرة. ولو كانت كما

<<  <  ج: ص:  >  >>