للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وان أحلبت صهيون يوماً عليكما ... فان رحا الحرب الدكوك رحاكما

فهل هذه الأقوال كافية ليستنتج انه كان نصرانيا؟

قلنا: ١ - لم نعثر في ما قرأناه على من صرح أن أعشى من باب إطلاق اللفظ أو من باب التغلب) كان يدين بالنصرانية.

٢ - لا يجوز لكاتب أن يستنتج أن فلانا نصراني لكونه مدح نصرانيا أو ذكر ألفاظاً نصرانية أو ذكر معتقدات النصارى فان لكل أديب فاضل من كل دين اطلاعا كافية على أصحاب سائر الأديان ومعتقداتهم. فمجرد الاطلاع على شئ لا ينتج قبوله أو القول أو القول به. وإلا فلم لا يقال أن الأعشى كان مسلما وقد مدح نبي المسلمين مدحا صريحا بقوله (وهو يكلم ناقته):

فآليت لا أرثى لها من كلالة ... ولا من حفا حتى نزور محمدا

تبى يرى ما لا ترون وذكره ... أغار لعمري في البلاد وانجدا

متى ما تناخى عند باب ابن هاشم ... تراحى وتلقى من فواضله يدا

(ثم سئل): أين أردت يا أبا نصر؟ قال: أردت صاحبكم هذا لأسلم. . . (عن الأغاني ٨: ٨٥ و٨٦) فهذا كلام واضح على انه كان يريد الإسلام.

٣ - لا يمكن أن قال أنه كان نصرانياً وقد سمى الصليب وثنا والنصراني لا يجسر على أن ما يسميه بهذا الاسم. أما انه سماه وثنا فظاهر من هذا البيت:

<<  <  ج: ص:  >  >>