للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجتاب حلة برجد لسراته ... قددا واخلف ما سواه البرجد

يبدو وتضمره البلاد كأنه ... سيف على شرف يسيل ويغمد

وكلنا يعلم أن في هذا الاستحسان من الخطل ما فيه! غير أننا بازاء هذا الاختيار نعذر الشعراء ونضع اللوم كله على عاتق ما نصبوا أنفسهم للتقدير والحكم وكيف لا نلوم الأصمعي على استحسانه الاستحسان كله قصيدة المرقش:

هل بالديار أن تجيب صمم ... لو أن حيا ناطقا كلم

مع إنك لو جست خلالها لوجدتها معقدة اللفظ رديئة السبك خاملة الخيال مختلة الوزن؟!! ولا أدري كيف استحسن قول الشاعر:

ولو أرسلت من حب ... ك مهبوتا من الصين

لوافيتك قبل الصب ... ح أو حين تصلين؟!

ومن الرواة من كان يستحسن الفج الغليظ من الشعر ويستملح ما كان على شاكلة قول ذي الرمة:

رمتني مي بالهوى رمي ممضغ ... من الوحش لوط لم تعقه الاوالس

بعينين نجلاوين لم يجر فيهما ... ضمان وحيد حلي الدر شامس

ولم يحفل بشعر ابن أبي ربيعة وقصيدته التي ابتدأها بقوله:

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر

على ما فيها من إبداع وطول نفس! وأنها لتحمل قارئها على السير فيها بشوق ولذة. ولما سمع المخزومي قول عروة بن أذينة:

ولهن بالبيت العتيق لبانة ... والبيت يعرفهن لو يتكلم!

لو كان حيا قبلهن ظعائنا ... حيا الحطيم وجوههن وزمزم!

إلى آخر الأبيات قال: إنه اهجر واخطل!! ويعلم الله أي الرجلين اهجر واخطل. . . وزعم العتبي أن قول جرير:

أن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا!

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن اضعف خلق الله أركانا!

ليس له كبير معنى!. . مع أن معناه - كما قال أبو هلال العسكري - غاية الحسن والجودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>