اللغة الكردية اللهم إلا المستر صون الحاكم السياسي في السليمانية. وهذا الفاضل لم يأت إلى كردستان باحثا أو دارسا، إنما جاء بمهمة سياسية قضت عليه أن يبقى بين العشائر الكردية أعواما قبيل الحرب وبذلك تمكن من الوقوف على أسرار هذه اللغة فألف كتابين مهمين لا يستغني عنهما الطالب.
وأهم الكتب التي ألفت باللغات الغربية عن اللغة الكردية يعود تاريخها إلى عام ١٨٥٠ إلى ١٨٩٠ ويعود القسم الأعظم من هذه المؤلفات إلى مصنفين روس أذكر في مقدمتهم
الموظفين منهم وأشهرهم جابا المستشرق الروسي الذي كان موظفا في السفارة فإنه نشر عام ١٨٦٠ كتابه المسمى بما معناه (مجموعة فوائد وحكايات كردية) طبع في بترسبورغ (اليوم لنينغراد) وهو مجموعة قصص أدبية، وقصائد شعرية باللغة الكرمانجية. ترجمت إلى اللغة الافرنسية ولكن بغير تعليق أو ملاحظة وهذا الكتاب مصدر بمقدمة بقلم المستشرق مؤلف كتاب أي أبحاث في الأمور الكردية والإيرانية وهو مطبوع في عام ١٨٥٧ وهو كتاب جامع ومفيد بحث في صاحبه عن لغتي كرمانج وزازا وأطال القياس وضرب الأمثلة بينهما وبين اللغة الفارسية ولم ينس ترجمة قصص وقصائد من القصص والقصائد الكردية المشهورة ونشر سوسين وبريم ومجموعة أسمياها منتخبات كردية طبع بترسبورغ عام ١٨٨٧ وهي مجموعة تضم مختارات وقصائد جمعها صاحباها أثناء سياحتهما في ديار التيارية والهكارية ولكنهما لم يبحثا عن القواعد الكردية وإن أضافا إليه في الآخر معجما مختصرا للكلمات العويصة الواردة في مطاويه. فهذا التأليف وإن كان مفيدا لمن يحسن اللغة الكردية لكنه لا يفيد شيئا من يجهل القواعد الكردية ولا المبتدئين. وكأني بجستي يشعر بهذا النقص فيسده في كتابه (غراماطيق كردي)(بترسبورغ ١٨٨٠) والشيء الذي يؤخذ عليه إنه ارصد ١٠٥ صفحات من أصل صفحات الكتاب البالغة ٢٥٠ للبحث عن الحروف الصوتية وغير الصوتية الأمر الذي ما كان يقع في أكثر من عشرين صفحة لو راعى الغرض دون الإطالة كما أن أبحاثه عن القواعد وإن جاءت وافية بالمرام إلا إنها لم تكن مرتبة ترتيبا يرتاح له القارئ.