للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا ينبت فيها شجر لصلابة أرضها وكثرة الحصى فيها. أما سامراء القديمة فهي تبعد عن سامراء الحالية بميلين وقد شيدها المعتصم بالله عام ٢٢١ هـ ومن غريب ما يذكره المحققون أن تشييدها تم في خمسين سنة فسكنها كثير من الخلق والعقل يؤيد هذه النظرية بمسألة مألوفة، هي أن الأمة في هاتيك الأيام كانت في أحسن دين لملوكها. فإذا انتقل الملك إلى جهة ما، تحول السكان معه كما جرى ذلك في بناء بغداد فاحتوت على تلك النفوس العديدة.

واسم سامراء الحقيقي - على قول بعض المؤرخين - (سر من رأى) ثم (ساء من رأى) لما تهدمت وتقوضت فخففها الناس وقالوا فيها سامراء وهي تبعد عن بغداد ب ٧٤ ميلا وكان يمر بها سابقا الخط الحديدي (بغداد إلى شرقاط) أما الآن فينتهي إلى بعيجة (بيجي). وذكر بعض المؤرخين أن السبب الذي حدا بالمعتصم إلى تمصيرها هو كثرة جيوشه في بغداد إذ أخذت تعيث فيها فسادا فضح الأهلون منهم وشكوا حالهم إليه فأمر بتشييد سامراء وانتقل إليها بعسكره.

للقضاء ثلاث نواح هي: تكريت وبلد وسميكة

أما ناحية تكريت فبليدة على ضفة دجلة اليمنى في محل يبعد عن بغداد نحو ١٠٩ أميال وعن الموصل نحو ١٦٠ ميلا وكانت في أول أمرها قلعة حصينة بناها الرومان يشهد عليها اسمها لأن معنى تكريت في الرومانية (اللاتينية) قلعة دجلة

وفيها نحو ٥٠٠٠ نسمة جل مهنتهم تسيير الاكلاك والعبرات بين الموصل وبغداد.

والناحية الثانية (بلد) وهي ليست بلد التي ذكرها الحموي في معجمه فإن تلك آثار مندرسة لا يشاهد منها اليوم غير الطلول في بعض البساتين الواقعة بين بلد الحالية وبين محطة القطار أما (بلد) المشهورة بجودة الكروم والتفاح فهي بليدة فيها نحو ٤٠٠٠ نسمة تكتنفها الحدائق والبساتين وتبعد عن ساحل دجلة ميلا واحدا وعن بغداد خمسين ميلا وليس فيها مدنية ولا عمران.

والناحية الثالثة (سميكة) وهي إحدى قرى (دجيل) وتبعد عن بغداد ٣٨

<<  <  ج: ص:  >  >>