للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأنانية البشعة - هي أصل التراشق بينهما إلى درجة معيبة، بحيث أن كليهما لا يعترف للآخر بأدنى حسنة، فقد عرفنا عن أدباء نزيهين غيروا أحكامهم سواء تقديرا أو انتقاصا لسواهم ولكنهم لا ينسون الحسنات إذا ما ذكروا السيئات، وأما حال صاحبينا المتصدرين للزعامة بالقوة

فعكس ذلك تماما!!

وقد اعتاد العقاد طول حياته أن يبني شهرته على حساب غيره متظاهرا بالكبرياء والعظمة ليكون حديث الناس وليقال عنه عظيم جبار!! فقد استغل من بادئ الأمر عطف الأستاذ عبد الرحمن شكري عليه وتعاونا مع المازني، فكان ثالوثهم داعيا لتشجيع الأدباء المجددين والصحفيين المتعلمين لهم، وكذلك القراء الذين سئموا القديم البالي، ولكن العقاد لم يرتح لاستمرار هذه الحالة الطيبة، فتآمر والمازني على هدم شكري، وكذلك فعلا في كتابهما البذيء السخيف المسمى (الديوان) لعلمهما أن أكبر عيب لشكري هو إنه رقيق الإحساس جدا، فصدمة قاسية كهذه كافية لجعله يبغض الشعر والشعراء ويطلق الأدب بتاتا. . . وهكذا كان تقديرهما في محله!!

وما فرغ العقاد من شكري إلا وتحول للمازني، فاستغله كمطيب له استغلالا مضحكا مبكيا، بينما يطعن فيه أقبح طعن في مجالسه الخاصة! وهكذا قضى العقاد على وحدة الثالوث وأبقى على نفسه، كما استغل المازني للدعاية له وجعله آلة من الآلات التي يهدم بها مشاهير الأدباء في مصر بل وفي غير مصر إذا اقتضت مصلحته. . . ثم أحاط نفسه بطائفة من العيال المتطفلين على الأدب، يلقي عليهم دروسا عن عظمته لينشروها شفويا وكتابة بمناسبة وبغير مناسبة، دع عنك ما يكتبه متسترا في الصحف للنيل من سواه، وأخيرا اهتم بمقاومة نشر آثار غيره من الأدباء المعروفين بحجة إنها غير فنية، وإن نشرها إساءة للأدب العصري، كأنما حضرته قيم على هذا الأدب!!! ولم يكتف بهذه العجائب بل أضاف إليها دسائس شتى كاتهامه بعض الزملاء الأفاضل بالعمل لحساب الشيوعية، دع عنك تجاهله إنتاج سواه من نبغاء مصر كالدكتور طه حسين والدكتور هيكل وأمثالهما ومقابلته يد الصداقة الأدبية الممدودة إليه بالإساءة.

وبالاختصار فهو لن ينوه إلا بفضل ميت لا يخشى منافسته، ويشترط عادة

<<  <  ج: ص:  >  >>