للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوبيل الأب أنستاس ماري الكرملي

حضرة الزميل الكبير والأخ الأجل الأستاذ الزهاوي الشهير:

تحيتي إليكم وإجلالي (وبعد) فأرسل لحضرتكم هذه القطعة تلبية لطلبكم الكريم وتقديرا لحضرة المحتفل به. وتفضلوا بقبول تحياتي وشكري وحفظكم الله ورعاكم:

نحيي على بعد المدى ونكرم ... ونهتف بين الهاتفين وننظم

ونزجي (لبغداد) القريض كأننا ... حضور به في حفلها نتكلم

قواف اطارتها إليكم شجونها ... وكان لها في حبة القلب مجثم

أهاب بها صداح (دجلة) فانبرت ... سراعا له من (نيلها) تترنم

حمائم لم تهبط على الحب مرة ... فتلقطه. بل همها اللحم والدم

بعثنا بها نحو (العراق) إلى امرئ ... ترف عليه ورقه وتسلم

فما هو إلاّ الروض يجزي نميره ... ويضحك فيه زهرة المتبسم

غذته عقول الناس خمسين حجة ... أقام بها يسقي الرحيق ويطعم

جنا قطفه دان، وماء مصفق ... وظل على كل البلاد مخيم

فمصر، وأرض الشام منه بجنة ... وحومانة الدراج. والمتلثم

مآثر غفي عرض البلاد وطولها ... تحيي فتاها مثلنا وتعظم

وأعمالنا مثل الأناسي، ناطق ... فصيح وذوعي، وآخر أبكم

وتلقى من الأعمال ما هو شاعر ... وتلقى من الأعمال ما هو مفحم

ومن شيد العلياء قامت وشيدت ... له من جميل الذكر ما ليس يهدم

يقولون شاب الكرملي - ولم يشب - ... ومن هذه آثاره كيف يهرم

يزيد على كر العشيات روعة ... كذلك يروع النسر والنسر قشعم

أراني منه في خضم. فإن يطل ... مديحي له. أو لم يطل فهو أعظم

لقد جل عن شعري - وإن جل نظمه - ... وقصر عنه القول. فالصمت أسلم

٩ سبتمبر ١٩٢٨: محمد الأسمر

<<  <  ج: ص:  >  >>