للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فنظرا إلى التضامن الموجود بيننا نحن أعضاء الوزارة السعدونية فأني أعد نفسي مشتركا في هذه الحفلة وإن لم أكن حاضرا

وهنا لا بد لي من كلمة أقولها ألا وهي: إن الأب أنستاس الكرملي موضوع فخر ومباهاة للوطن ولأبناء اللغة العربية الناطقين بالضاد فقد حمل مصباح العلم والعرفان مدة خمسين سنة وقد أقتبس من نوره الوضاح تلامذة يعدون بالمئات. وقد أسعدني الحظ أن أكون أحدهم بما أخذته عنه بعد مغادرتي المدرسة من الفوائد الفرائد.

لم تقتصر خدمات الأب الجليل على التعليم والتهذيب والتلقين بل هي أوسع نطاقا من ذلك. فها أن أبحاثه الجليلة اللغوية والتاريخية أكب شاد على ما أقول وها أن تنقيباته الأدبية لأعظم حجة على ما ألمع إليه.

لا يذكر اسم الكرملي إلا وينتصب في الذاكرة شبح كتاب (الإكليل) و (الموعب) وكتاب (العين) وغيرها من تراث الأقدمين التي كانت مفقودة فوجدها.

أما مجلة (لغة العرب) فاسمها يغني عن البيان والتبيان فهي كنز لغوي وتاريخي.

إن حب أنستاس للعرب والعربية جعله يتحمل مضض النفي والإهانة في عهد دولة مضت أيامها ودالت دولتها.

حيا الله الشعور العربي الصميم المتغلغل في قلب الأب المحترم. وهل من حجة لامعة على

هذا الحب أكبر من العذاب في سبيله؟

فإذا قرعت طبول البشائر في يوبيل العلامة الأب أنستاس فلا عجب. فما ذلك إلا دليل باهر على أن البلاد وأهل البلاد وحكومة البلاد تقدر العلم وتحترمه في شخص رجاله الذائبين في سبيله.

حيا الله الأب أنستاس الكرملي حامل مقياس العلم وعلم العربية. وحيا البلاد والرجال الذين يكرمون العلم.

بغداد ٥ تشرين الأول ١٩٢٨: المخلص يوسف غنيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>