للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخريجه وإقرارا بفضله العلمي والأدبي أهديته باكورة تآليفي وهو معجم معربات عوام العراق لأنه أثر من

آثاره اللغوية العديدة.

فعسى أن يأخذ الله بيده ليقوى على نشر كتبه وجمع مقالاته مجلدات ليرجع إليها عند البحث والتنقيب الأدباء أنه سميع مجيب.

تلميذه رزوق عيسى

الأب الكرملي

من صاحب الزهور (الحيفوية)

كثيرون هم أبطال العرب في عصرنا الحاضر، وليست بطولة السيف وقد يعتورها بعض المرات ضعف الاستكانة إلى ما هو أقوى منها من أدوات التدمير العصرية. ولكن البطولة الحقيقية التي نعنيها هي بطولة النبوغ والتبريز في حلبة جهاد يندفع الإنسان فيها، بطولة الخدمة الصحيحة للأدب والعلم، بطولة العمل بقوة نفس وبجد وثبات في سبيل غاية يرمي الإنسان إليها. وفي طليعة أبطال العرب اليوم في هذا النوع من البطولة حضرة العلامة المفضال والفيلسوف اللغوي المحقق الأب انستاس ماري الكرملي العالم العامل بإخلاص وتفان في ميدان الجهاد الواسع الذي نزل فيه منذ أن تذوق طعم الأدب وشعر من نفسه ميلا للغة العرب لغة آبائه وأجداده، ومنذ أن عرف ما خفي على غيره معرفته فيها أي منذ خمسين سنة.

عرفنا هذا الرجل النابغة - ومن لا يعرفه - بمباحثه المفيدة المختلفة في أرقى صحف العالم العربي كلها تبحث بحث العارف المتخصص في اللغة وآدابها وفلسفتها في اشتقاقات كلماتها، عرفناه بمجلة (لغة العرب) التي أصدرها مدة لجهاده المتواصل وللجهود التي يبذلها للوصول بأبحاثه إلى أقصى حد ممكن من التنقيب والدرس قشعا لغياهب الظلمات وطردا لغيوم الجهل وفتحا لمغالق لا تزال بعيدة المنال على طارقيها في العلوم والمعارف؛ عرفناه أيضا بشخصه الكريم وبعلو

<<  <  ج: ص:  >  >>