للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني أرقت فبت الليل مرتفعا ... كأن عيني فيها الصاب معصور

تستفز عن المنام، إذ لم تكن ... لها منه إلهام

ولي مقلة عهدها بالرقاد ... بعيد وبالدمع عهد قريب

تحار إذا زار طيف المنام ... كما حار في الحي ضيف غريب

والكتاب يحتوي على عشرين صحيفة صغيرة وقد جاء في آخرها قول بعضهم:

أيا دهر ويحك كم ذا الغلط ... لئيم علا وكريم هبط

وغير يسلب في وجنة ... وطرف بلا علف يرتبط

وجهل يسوس وعقل يساس ... وذلك مشغبة مختلط

وأهل القرى كلهم ينسبون ... إلى آل كسرى فأين النمط

وقائل هذا من قوم لم أشاهدهم، وإن كنت بالضمير لما بيننا أناجيهم (قال عبد القاهر) فتضاعف منه العجب، وقال قد قضينا من الأنس بك غاية الأرب. اهـ

النجف: عبد المولى الطريحي

نقل رباعيات الخيام في نظر المستشرقين

كتب المستشرق فريتس كرنكو في (مجلة الشركة الملكية الآسوية) التي تصدر في لندن ما هذا تعريبه:

هذه نخبة من ١٣٠ رباعية لعمر الخيام، نقلها مؤلف عربي شهير له سمعة عالية بشعره في العراق وفي الديار العربية اللسان. وقد ذكر لكل رباعية نصها الفارسي وأتبعها بنقلها إلى لغة الضاد نثرا ونظما. وبحر الرباعية يختلف باختلاف المطلب ليؤدي المعنى تأدية دقيقة. وقد دلت ترجمته على علو كعبه في الوقوف على كنه الأمور. على أنني لاحظت في رباعية أن الناقل أبدل معناها مع أنها تدل دلالة صريحة على البدعة والضلالة فقد قال الشاعر الفارسي في رباعيته التاسعة:

(ناقص بود آنكه ... باده را نقص كند)

ومعناها: كان ضعيف العقل من عاب الخمرة. فلم ينقل هذا المعنى في النظم. وأما في النثر فقد قال: (والذي ينتقصها هو الناقص) وفي ما عدا ذلك فأن المترجم نقل كل نص نقلا بديعا ثم أفرغه في قالب عربي منسجم فصيح جلي بقدر ما تسمح به لغة النثر والنظم في العربية والفارسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>