للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقتصرة على الوعود والأقوال.

ومن الأخبار المصرية السارة هبة السيد عبد الرحيم باشا الدمرداش لوطنه بمائة ألف جنيه لإنشاء مستشفى، وباثنين وثلاثين ألفا من الجنيهات ثمن أرض لهذا الغرض. وقد جادت المحسنة الكريمة شقيقة صاحبي السعادة عزيز عوزت باشا وفؤاد عزت باشا بستمائة فدان من أجود أطيانها على إدارة مستشفى عظيم ومدرسة كبيرة ومسجد فخم في محطة التوفيقية من أعمال أيتاي البارود. وهذه الأطيان تساوي مائة وعشرين ألف جنيه، يضم إليها عشرون ألف جنيه قيمة نفقات البناء فيكون مجموع ما تبرعت به مساويا مائة ألف جنيه وأربعين ألف جنيه، وقد بوشر العمل التحقيق ذلك. وفي مثل هذا الإصلاح العظيم والإحسان الخالد فليتنافس المتنافسون!

٤ - وفاة ثروت باشا

توفي في باريس في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي داهية مصر السياسي الذي - كثيرا ما شبه بالكونت دي كافور - صاحب الدولة عبد الخالق ثروت باشا. وافانا نعيه بعد إتمام المجلد السادس فلم يكن في وسعنا قبل هذا الجزء أن نشير إلى كارثة مصر السياسية بفقده. فالرجل من أعظم رجالاتها ومن أفذاذها النادرين كسعد زغلول، وحسين رشدي، ومحمد سعيد. ويعرف ثروت باشا بأبي الدستور المصري وواضع حريات مصر ومنظم كيانها السياسي، كما عرف سعد زغلول بمزيني مصر تشبيها له ببطل الوحدة الإيطالية العظيم.

لقد كان بنيانا لمصر مبجلا ... كما قد بنى تاريخها الناصع الفخما

توفي رحمه الله بعد مرض يوم أو أقل بحمى رثيية (روماتزمية) حادة تبعتها ذبحة صدرية كانت في الخاتمة، فبكته مصر بكاء حارا إذ قلما تجود البيئات السياسية في الشرق العربي بأمثال هذا النابغة السياسي الكبير.

يمر زمان قبل جود بمثله ... وقد تورث الأحداث للأمم العقما

وكم من عظيم مجده مجد غيره ... وقل الذي يعطي الورى مجده الضخما

فنقدم إلى آل الفقيد وإلى الشعب المصري الكريم - الذي روع على اختلاف أحزابه لهذه الفادحة - عزاءنا الخالص.

<<  <  ج: ص:  >  >>