للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأشاعوا أن صاحب هذا القبر هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي صاحب الشهرة الذائعة والمواعظ الفائقة دون غيره من الجوزيين. ولكنهم باكتفائهم بهذه الوثيقة قد شذوا عن الحقيقة التي

أردت تبيانها في مقالي هذا وإليكها: إن هذه الخربة هي دار عبد الرحمن بن علي الجوزي أما القبر فلغيره من الجوزيين ولدي أدلة أراها كافية لتبرير مدعاي:

إن جمال الدين أبا الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي قد شاهده. ببغداد ابن جبير حيث قال في رحلته (من طبعة ليدن صحيفة ٢٢٠ ما نصه) ثم شاهدنا صبيحة يوم السبت بعده أي (١٢ صفر سنة ٥٨٠) مجلس الشيخ الفقيه الإمام الأوحد جمال الدين أبي الفضائل بن علي الجوزي بازاء داره على الشط بالجانب الشرقي وفي آخره على اتصال من قصور الخليفة وبمقربة من باب البصلية آخر أبواب الجانب الشرقي) اهـ. وقال في صحيفة ٢٢٩ وللشرقية (الجانب الشرقي) أربعة أبواب فأولها وهو من أعلى الشط باب السلطان (باب المعظم الذي هدم سنة ١٣٤٥ هـ) ثم باب الظفرية (باب الوسطاني لوقوعها أمام محلة الظفرية المعروفة اليوم بمحلة قنبر علي وعزات طويلات (ثم باب الحلبة) وهو الطلسم الذي نسفته الحكومة التركية ليلة تخليها عن بغداد ١١ مارت سنة ١٩١٧) ثم باب البصلية اهـ (أي الباب الشرقي وكان يسمى أيضا باب كلواذا) فلم يبق هنا شك في أن الحديقة هي دار عبد الرحمن المشار إليه وهي حتى اليوم واقعة على الشط يفصل بينهما قصر النقيب الآنف ذكره. ولم تبق ريبة في أن القصور التي تملكها الخضيريون وما يليها هي قصور الخليفة كما أشار إليها ابن جبير بما نقلناه عنه لقربها من باب البصلية (الباب الشرقي) وخربة ابن الجوزي ثم أن المشار إليه عبد الرحمن بقي في الحياة بعد مشاهدة ابن جبير له أي سنة ٥٩٧ هـ فمات ودفن بباب حرب بمقبرة الإمام أحمد ابن حنبل رض (ابن خلكان ص ٢٧٩) ومختصر طبقات الحنابلة ص ٤١ ومقبرة ابن حنبل هي في الجانب الغربي بعد محلة الحربية وجامع المنصور (وسأعقد فصلا خاصا أتكلم فيه عليها).

فبين هذا التحقيق وبين ما قيل أن الذي في حديقة اكريبوز لعبد الرحمن بون شاسع (راجع لغة العرب ٤٥٥: ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>