للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وفيها توفي الشيخ مجد الدين عبد الصمد المقرئ إمام مسجد قمرية. وكان زاهدا ورعا يقرئ الأيتام بمسجد قمرية ويصلي إماما من حيث فتح. . . وكان مولده سنة ٥٩٣ (١١٩٦) اهـ.

وإذ كانت خلافة الناصر قد ابتدأت في سنة ٥٧٥ (١١٧٩) وامتدت إلى سنة ٦٢٢

(١٢٢٥) وكانت ولادة مجد الدين في سنة ٥٩٣ وكان يصلي في هذا الجامع إماما من حيث أنه فتح على ما رأينا فلا بد أن بناء الجامع كان في أيام الناصر ولا بد من أن إتمامه لم يكن قبل سنة ٦١٣ (١٢١٦) ليتسنى أن يكون لمجد الدين عشرون عاما من العمر عند فتحه حتى يولى الإمامة إذ من البعيد - على ما أظن - أن تولى الإمامة رجلا قبل أن يبلغ هذه السن على أقل تقدير.

وكان الشيخ مجد الدين عبد الصمد أبنا لأبي الجيش فقد جاء في الحوادث الجامعة في أخبار سنة ٦٥٢ (١٢٥٤) أن (الخليفة أمر بوقفية دار سوسيان وما يجري معها من الحجر والبساتين وجعلت رباطا للصوفية ورتب الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش إمام مسجد قمرية شيخا للصوفية بها. وجعل ولده موضعه في مسجد قمرية) اهـ.

الطوارئ على الجامع

وتذكر الحوادث الجامعة غرق بغداد في سنة ٦٥٣ (١٢٥٥) ومما قالته: (وتهدمت الجوامع والمساجد كجامع المنصور. . . وبعض مسجد قمرية. . . وتلا هذا الفرق غرق آخر في سنة ٦٥٤ (١٢٥٦) وقد أصاب مسناة الجامع دمار عرفنا به هذا الكتاب نفسه قال: (وسقط نصف مسناة مسجد قمرية فعمل له سكر من خشب وطرفاء فما زال على ذلك إلى أن عمره الصاحب علاه الملك الجويني سنة سبع وستين وستمائة) اهـ. وقال في حوادث سنة ٦٦٨ (١٢٦٩): (ثم أمر (علاء الدين صاحب الديوان وهو الجويني) بعمارة مسجد قمرية بالجانب الغربي. وكانت قد خربت في زمن الخليفة المستعصم

<<  <  ج: ص:  >  >>